صوت البلد للأنباء –
ضجت الساحة الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بخبر صادم تصدّر المشهد المصري، بعد الإعلان عن القبض على الراقصة سهر سمارة داخل مطار القاهرة الدولي قادمة من ألمانيا، وبحوزتها مواد مخدرة بينها زيت الحشيش والماريجوانا، ما أثار موجة من التساؤلات، والجدل، وحتى السخرية.
فما الذي حدث بالضبط؟ وما حقيقة التهم الموجهة؟ وكيف تم اكتشاف الأمر؟ وما مصير الراقصة الشهيرة؟ هذا ما سنتناوله بالتفصيل في هذا المقال الحصري الذي يرصد لحظة بلحظة تطورات القضية من مصدرها الأمني والقضائي، وتحليل ما قد يترتب عليها.
كانت البداية فجر يوم الثلاثاء الموافق 7 مايو/ أيار 2025، حين هبطت طائرة ركاب قادمة من مطار فرانكفورت بألمانيا إلى مطار القاهرة الدولي. ضمن الركاب، كانت الراقصة سهر سمارة، التي عادت من جولة عمل خارجية تخللتها حفلات في برلين وفرانكفورت.
ما إن وصلت إلى بوابة التفتيش الجمركي حتى طلب منها عناصر الأمن فتح حقائبها لإجراء تفتيش روتيني. وهنا بدأت ملامح القضية تتضح، إذ تم العثور على عبوات صغيرة تحتوي على مادة زيتية، وأكياس شفافة بها أعشاب مجففة.
وبعد الفحص الأولي، تبين أن المضبوطات عبارة عن زيت حشيش ومادة الماريجوانا المخدرة، المدرجة ضمن جدول المخدرات المحظور تداولها أو حيازتها في مصر.
أنكرت الراقصة تمامًا
عقب ضبطها، تم تحويل سهر سمارة إلى نيابة النزهة للتحقيق. وبحسب ما أفادت به مصادر قضائية، أنكرت الراقصة تمامًا علمها بأن المواد التي كانت بحوزتها تعتبر “مخدرات”، وقالت إنها كانت تظن أن الزيت مخصص لأجهزة “الفيب” (السجائر الإلكترونية).
وأضافت في أقوالها: “اشتريت الزيت من محل في ألمانيا، وكتبوا لي إنه طبيعي ومخصص للاسترخاء. مكنتش أعرف إنه ممنوع”.
لكن النيابة واجهتها بتقارير أولية من الجمارك تشير إلى وجود معلومات مسبقة عن محاولة جلب مواد محظورة، وأن سهر سمارة كانت محل رصد مسبق من الجهات المعنية بمكافحة المواد المخدرة.
أفادت مصادر أمنية بأن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات كانت قد تلقت معلومات من مصادرها تفيد بأن الراقصة المذكورة تنوي تهريب مواد مخدرة عبر المطار أثناء عودتها من الخارج.
وبالتنسيق مع إدارة الجمارك ومباحث مطار القاهرة، تم تجهيز كمين تفتيشي دقيق، وانتظار الطائرة القادمة من فرانكفورت، ليتم توقيفها لحظة خروجها من صالة الوصول، وبدء التفتيش اليدوي الذي أسفر عن ضبط المواد.
وقد أثبتت التقارير الأولية أن المواد المضبوطة تحتوي على نسبة مرتفعة من مادة THC النشطة في الحشيش والماريجوانا، مما يجعلها ممنوعة تمامًا في القانون المصري.
حبس الراقصة سهر سمارة لمدة أربعة أيام
بعد انتهاء التحقيقات الأولية، أمرت نيابة النزهة تحت إشراف المستشار معتز زكريا بـ:
- حبس الراقصة سهر سمارة لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيق
- إرسال المضبوطات إلى المعمل الكيماوي لتحليلها رسميًا
- طلب تحريات إضافية من الأجهزة الأمنية عن نشاطها داخل وخارج مصر
- تحديد جلسة لاحقة لعرضها مجددًا على النيابة بناءً على نتائج الفحص
- مشاركاتها في حفلات الزفاف الراقية
- ظهورها في كليبات مع مغنين شعبيين
- مشاركتها في برامج فنية وترفيهية
- نشاطها المكثف على السوشيال ميديا، حيث يتابعها أكثر من 2 مليون شخص
- اشتهرت سهر بـ”الرقص الجريء” و”الإطلالات الغريبة”، وارتبط اسمها بعدد من القضايا المثيرة للجدل سابقًا، منها مخالفات مرورية، وظهور بأزياء مخالفة للآداب العامة.
فور انتشار خبر القبض عليها، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بردود فعل ساخرة من جهة، وغاضبة من جهة أخرى. ومن بين التعليقات المنتشرة:
- “من الرقص على المسرح للوقوف في القفص”
- “ليه الناس مستغربة؟ دي مش أول مرة”
- “إزاي تكون مش عارفة إنها مواد مخدرة؟”
- “القضية دي متجهة للإعلام أكتر من القانون”
بينما دافع البعض عنها، معتبرين أن هناك احتمال لوجود سوء فهم أو استهداف إعلامي لها.
بحسب القانون المصري، فإن حيازة المخدرات بقصد التعاطي قد تصل عقوبتها إلى الحبس لمدة تتراوح من 6 أشهر إلى 5 سنوات، بينما الحيازة بقصد الاتجار قد تصل إلى السجن المؤبد أو الإعدام.
لكن في حالة سهر سمارة، فإن نية الاتجار غير مثبتة، والتحقيقات الأولية ترجح أنها للاستخدام الشخصي، مما قد يُخفف الحكم، أو يؤدي إلى الإفراج بكفالة لاحقًا.
ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها القبض على فنان أو راقصة في مصر بتهمة حيازة مواد مخدرة، إذ سبق أن:
- تم ضبط ممثلة شابة في مطار القاهرة بحوزتها حبوب “الزانكس”
- أُلقي القبض على مطرب شهير بمادة الكوكايين في سيارته
- وأثارت راقصة أجنبية ضجة بعد تهريبها أقراص مخدرة داخل متعلقات شخصية
- وتتكرر مثل هذه القضايا مع شخصيات عامة نظرًا لسفرهم الدائم وارتباطهم بحفلات فنية في دول أوروبية تكون فيها المواد المخدرة مباحة جزئيًا.
فقرة ختامية: بين الحقيقة والمصير المجهول
قضية سهر سمارة فتحت الباب مجددًا للحديث عن الرقابة الأمنية في المطارات، ومسؤولية الفنانين، والمخدرات بين القانون والفن. وبينما يترقب الجمهور الفصل الأخير في هذه القضية، فإن الأيام القادمة وحدها ستكشف ما إذا كانت هذه مجرد سقطة شخصية، أم أن وراءها قصة أكبر.
في كل الأحوال، تظل العدالة هي الفيصل، والتحقيقات الجارية ستحدد المسار النهائي، لكن الثابت أن الخبر هز الوسط الفني، وأضاف فصلًا جديدًا في سجل القضايا المثيرة للجدل المرتبطة بالمشاهير في مصر.
