صوت البلد للأنباء –
استشهد ثلاثة أطفال صباح اليوم الثلاثاء في قطاع غزة، جراء تفاقم أزمة الجوع وسوء التغذية ونقص الرعاية الصحية في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وتدهور الأوضاع الإنسانية.
وأكدت مصادر طبية أن الطفل عبد الحميد الغلبان (14 عاما) من خانيونس، والرضيع يوسف محمد الصفدي في مستشفى الشفاء، والطفل أحمد الحسنات من وسط القطاع، فارقوا الحياة تباعًا بسبب سوء التغذية الحاد وغياب الرعاية الطبية اللازمة.
وارتفع عدد شهداء المجاعة في قطاع غزة إلى 86 شهيدا، بينهم 76 طفلا، بحسب ما أفادت به مصادر طبية، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد وانهيار المنظومة الصحية والإنسانية في القطاع، في حين بلغ عدد الشهداء بين المرضى بسبب نقص الغذاء والدواء 620 شهيدا ، وفق إحصائيات رسمية.
ويأتي هذا الرقم الصادم ليعكس حجم الكارثة المتفاقمة، حيث يعاني السكان من انعدام الغذاء والماء والدواء، وسط عجز المستشفيات عن تقديم الرعاية اللازمة لآلاف المصابين والمرضى، خاصة الأطفال الذين يشكلون الفئة الأضعف والأكثر تضررًا من الجوع وسوء التغذية.
وتشهد مستشفيات غزة أعدادا غير مسبوقة من المرضى الذين يعانون من إعياء شديد وهزال مخيف نتيجة الجوع، حيث تنهك أجسادهم بشكل صادم وسط نقص حاد في المواد الغذائية والطبية.
وحذرت وزارة الصحة من تفاقم الكارثة الإنسانية، مؤكدة أن المجاعة وصلت إلى مستويات كارثية تهدد حياة أكثر من مليوني شخص في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع ومنع دخول الغذاء والدواء لأكثر من 140 يوما.
وشهد القطاع موجة جوع فعلية منذ إغلاق المعابر في مارس الماضي وفرض قيود صارمة على دخول المساعدات، ضمن سياق حرب إبادة مستمرة منذ 21 شهرا.
مع مرور الوقت، نفدت مخزونات الطعام وأصبحت الأسواق فارغة، وارتفعت الأسعار في السوق السوداء بشكل خيالي، ما يجعل الحصول على رغيف خبز أمراً شبه مستحيل للمجوعين.
ووثق صحفيون ونشطاء مشاهد مؤلمة لأطفال ونساء وشيوخ يعانون من الجوع والهزال، ويسقط بعضهم في الشوارع وسط دمار القطاع، فيما تتصاعد المطالبات الشعبية والحقوقية بفتح المعابر وإدخال المساعدات الغذائية الطارئة.
وخلال الـ48 ساعة الماضية، ارتفع عدد الشهداء جراء سوء التغذية إلى 23، بعد وفاة الشابة رحيل محمد رصرص (32 عامًا) في مجمع ناصر الطبي بخان يونس، نتيجة مضاعفات سوء التغذية الحاد، في واحدة من أبشع صور الأزمة الإنسانية.
وقال المدير العام لوزارة الصحة منير البرش إن أمراضًا جديدة بدأت تنتشر خاصة بين الأطفال، مع عجز الطواقم الطبية عن علاجها، محذرًا من كارثة صحية كبيرة تلوح في الأفق.
وأضاف أن مرحلة المجاعة الحالية هي الأخطر، والكثير من الناس يسقطون في الشوارع بسبب الجوع، مشيرًا إلى إصابة عشرات الأطفال بمتلازمة “غيلان باريه” المناعية التي تعجز الفرق الطبية عن علاجها.












