صوت البلد للأنباء –
أعلن المركز الوطني لتطوير المناهج عن استحداث مبحث جديد بعنوان “رياضيات الأعمال”، موجَّه لطلبة الصف الثاني عشر ضمن حقل إدارة الأعمال،
على أن يبدأ تدريسه اعتبارا من العام الدراسي 2025/2026. ويأتي هذا المبحث في إطار التحديث الشامل لمناهج الثانوية العامة، بهدف تزويد الطلبة بالمهارات الرياضية التطبيقية التي تؤهلهم للنجاح في التخصصات الجامعية ذات الصلة بثقة وكفاءة.
وقال رئيس فريق تأليف مناهج الرياضيات في المركز، عمر أبو غليون، إن المبحث الجديد يشكل نقلة نوعية في المناهج الدراسية، إذ يعزز من قدرة الطلبة على إجراء التحليلات الكمية واتخاذ قرارات مبنية على البيانات، في مجالات تشمل المحاسبة والتمويل والإدارة التشغيلية. وأضاف أن المبحث يسهم في تخفيف التحديات الأكاديمية التي قد يواجهها الطلبة خلال المرحلة الجامعية، من خلال تهيئتهم بمفاهيم رياضية مسبقة تسهّل عليهم فهم مساقات كليات إدارة الأعمال.
وأوضح أبو غليون أن “رياضيات الأعمال” لا يقتصر على طلبة حقل إدارة الأعمال فقط، بل يُتاح بشكل اختياري لطلبة الحقول الأكاديمية الأخرى، ما يمنحهم فرصة لاكتساب مهارات رياضية عملية مرتبطة بالحياة اليومية، بمحتوى أقل تعقيدًا مقارنة بمباحث الرياضيات الخاصة بالعلوم والهندسة. ويتألف المبحث من جزئين، أحدهما لكل فصل دراسي، إلى جانب كتاب تمارين موازٍ لتعزيز الجانب التطبيقي. ويشمل الفصل الدراسي الأول ثلاث وحدات رئيسية هي: المصفوفات، ونظرية المخططات، والبرمجة الخطية، والتي تُعد أدوات رياضية مركزية في التحليل الإداري. أما الفصل الثاني، فيتطرق إلى موضوعات في الإحصاء وتحليل البيانات، مثل المتسلسلات الزمنية، وفترات الثقة، واختبار الفرضيات، والمتغيرات العشوائية، والتوزيعات الاحتمالية. وأكد أبو غليون أن إعداد المبحث استند إلى مراجعة شاملة لتجارب دولية مماثلة، وإلى مشاورات مع أساتذة كليات إدارة الأعمال في الجامعات الأردنية، لضمان مواءمته لاحتياجات المرحلة الأكاديمية والتخصصية، وربطه بسياق سوق العمل المحلي. وبحسب خطة تطوير المرحلة الثانوية، سيكون المبحث مقررًا إجباريًا لطلبة حقل الأعمال، بواقع خمس حصص أسبوعيًا، وقد صُمم الكتاب ليتسق مع سلسلة كتب الرياضيات التي أعدها المركز، مع دمج مواقف حياتية مستوحاة من البيئة الاقتصادية الأردنية، لتعزيز الفهم وربط المفاهيم النظرية بالتطبيقات العملية. ويضم الكتاب أمثلة تفصيلية وتدريبات متعددة المستويات تراعي الفروق الفردية بين الطلبة، وتهدف إلى تنمية مهارات التفكير العليا، مثل التحليل والاستنتاج وحل المشكلات، مما يمكن الطلبة من استخدام الرياضيات كأداة فاعلة في بيئات العمل المستقبلية.
