صوت البلد للأنباء –
في مدينة إربد، تخوض الطفلة وتين، البالغة من العمر عامين ونصف، معركة قاسية مع مرض سرطان النخاع الشوكي، الذي داهم جسدها الصغير منذ أن كانت في شهرها السادس. ومنذ ذلك الحين، بدأت رحلتها مع العلاج الكيميائي، وسط تحديات صحية ومالية أثقلت كاهل أسرتها.
بداية المعاناة يروي والدها، ناجح مقابلة، تفاصيل اللحظات الأولى لاكتشاف المرض، قائلًا: “لاحظنا أنها تسعل بشكل غريب، وعندما نقلناها إلى مستشفى الأميرة رحمة، لم يكن الأمر مجرد وعكة صحية، بل اكتشف الأطباء إصابتها بسرطان النخاع الشوكي، الأمر الذي غيّر حياتها وحياتنا بالكامل.”
وتين، رغم صغر سنها، خاضت جلسات علاج كيميائي مكثفة وفحوصات دورية مرهقة. ورغم محاولاتها التمسك بالحياة، إلا أن المرض لم يكن التحدي الوحيد، إذ واجهت العائلة أزمة في تأمين العلاجات الأساسية، مما زاد من وطأة الألم. عجز عن توفير العلاج وفقًا لوالدها، تحتاج وتين إلى ثلاث جرعات من العلاج الكيميائي شهريًا، تتبعها حقن خاصة لرفع المناعة،
إلا أن مستشفى الملك المؤسس توقف عن تقديم هذه الحقن منذ أربعة أشهر، ما جعل العائلة تتحمل تكلفة إضافية مرهقة، حيث تبلغ تكلفة الحقنة الواحدة 29 دينارًا. “أنا موظف بسيط بالكاد أؤمن احتياجاتنا اليومية، ومع تكاليف العلاج المتزايدة، اضطررنا للاستدانة وبيع بعض ممتلكاتنا، لكننا ما زلنا عاجزين عن تأمين العلاج الكامل لطفلتنا”،
ويقول والدها بقلق. ونظرًا لتطور حالتها، قرر الأطباء تحويلها إلى المدينة الطبية لإجراء عملية جراحية دقيقة، لكن تعقيد موقع الورم القريب من النخاع الشوكي أثار مخاوف الفريق الطبي من المخاطر المحتملة. ورغم خضوعها لفحوصات متقدمة،
إلا أن مستقبل علاجها لا يزال غير واضح. الأم مضطرة للتخلي عن عملها توقفت والدة وتين عن العمل لتكرّس وقتها بالكامل لرعاية طفلتها، قائلةً: “الحضانات ترفض استقبالها بسبب وضعها الصحي،
وهي بحاجة إلى متابعة دقيقة أو ممرضة مرافقة، وهذا غير متاح لنا. حلمي الوحيد أن أراها تنمو بصحة وعافية مثل أي طفل آخر.” وتواجه الأم صعوبة في التنقل بين المستشفيات والأطباء المختصين، حيث يتطلب ذلك إجراءات تحويل مستمرة، مما يزيد من تعقيد رحلة العلاج. عائلة
وتين ليست الوحيدة التي تعاني من الأعباء المالية الباهظة لعلاج مرض السرطان، لكن وضعها أصبح أكثر إلحاحًا، فالتكاليف المتزايدة تهدد استمرار العلاج، مما قد يضع حياة الطفلة في خطر. إن قصة وتين ليست مجرد معاناة فردية، بل هي نداء إنساني يستصرخ الضمائر. فهل تجد هذه الطفلة من يمد لها يد العون، قبل أن يفقد جسدها الصغير القدرة على المقاومة؟