صوت البلد للأنباء –
لم يكن ما يحدث داخل أسوار النادي الفيصلي مجرد أزمة عابرة فقط وستختفي بعد أيام معدودة، بل باتت النتائج المتردية للفريق في دوري المحترفين الأردني بمثابة شرارة أشعلت غضب جماهير “الزعيم” العريقة والأتراس المتعصب، خاصةُ بعد التعادل المخيب أمام الجزيرة الذي يحتل مراكز متأخرة جداً في جدول ترتيب الدوري سبقها وخسارة صعبة أمام الحسين إربد حامل اللقب.
مساء الجمعة، تحرك ألتراس الفيصلي بغضب وبقوة، وأصدر بياناً شديد اللهجة مُوجهاً للإدارة يطالبهم فيه باستقالة فورية، ومنحهم مهلة يومين فقط لتقديم استقالاتهم، مهددين باتخاذ إجراءات قاسية إذا لم تلب مطالبهم.
وجاء في البيان: “نمنح نحن التراس الفيصلي شاغلي المناصب الإدارية بالنادي مدة يومين لا أكثر للاستقالة، وإلا سنبدأ نحن بالإقالة”، ليعكس هذا التحذير حالة الغليان التي تعيشها الجماهير والتي شاهدناها صوتاً وصورةً بعد انتهاء مباراة الفيصلي مع الحسين اربد، حيث تبعها حالة من الخروج عن النص وتكسير لكراسي ستاد عمان الدولي.
دقائق معدودة فقط تلت بيان الالتراس، ليبدأ تفكك ادارة “الزعيم”، فقد أعلن أمين صندوق النادي فراس حياصات استقالته مبررا قراره بالقول: “قدمت كل ما أستطيع من جهد ومال، ولكن قدر الله وما شاء فعل، استقالتي لترك المجال لمن يقوى على العمل في هذه الظروف الصعبة”.
و لحق به عضو مجلس الإدارة أحمد عواد، الذي أعلن أيضاً عبر “فيسبوك” استقالته بعد التعثر الأخير أمام الجزيرة، مؤكداً أنه خدم النادي بكل ما أوتي من جهد ومال، ولكن وقت الرحيل قد حان.
الفيصلي، الذي لطالما كان عملاق الكرة الأردنية، يجد نفسه اليوم في أزمة غير مسبوقة، إذ تفاقمت المشاكل المالية والفنية لدرجة أن لاعبي الفريق قاطهو التدريبات لعدم تسلمهم رواتبهم في أحد الأيام، وتوالت الأخطاء الإدارية، وفقد الفريق بريقه وتراجع في الترتيب، وسط غياب الاستقرار الفني والتعاقدات الفاشلة التي زادت الطين بلة.
الجماهير، التي لم تعد تحتمل المزيد من الإخفاقات، باتت تطالب بصوت واحد بالتغيير الجذري، وتكاد أن تكون هذه الأزمة بداية لمرحلة جديدة في تاريخ النادي، حيث تطالب الجماهير بحل مجلس الإدارة وتعيين لجنة مؤقتة لاستلام دفة القيادة، وإعادة “الزعيم” إلى مكانه الطبيعي على منصات التتويج، عبر رئيس قادر على تحمل عبئ قيادة ناد بحجم الزعيم.
رئيس النادي الحالي نضال الحديد تعرض لانتقادات حادة بعدما شوهد في أكثر من مناسبة وهو يغادر مباريات الزعيم في الدوري قبل نهايتها خوفاً من ردة فعل الجماهير الزرقاء على النتائج السيئة، ليشعل موجة أخرى من غضب الجماهير التي اتهمته بعدم تحمل المسؤولية وهروبه منها وطالبته بالاستقالة الفورية.
أيام مقبلة صعبة سيعيشها زعيم الكرة الأردنية، وسننتظر أمرين لا ثالث لهما ، الأول استقالة ادارة النادي وتعيين هيئة مؤقتة من وزارة الشباب لادارة النادي لحين اجراء انتخابات جديدة، أو تصعيد كبير من الجماهي والالتراس الجادة باقالة الادارة.