صوت البلد للأنباء –
رأت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أنّ “إسرائيل” مرت بأوقات عصيبة، لكنها لم تكن أبداً “ملوثة بانعدام الثقة والشك والانقسام” كما يحصل اليوم، واصفةً الوضع القائم اليوم بـ”المجنون”، إذ تنتظر “إسرائيل” بقلق عميق رداً قاسياً من إيران وحزب الله، فيما تخوض معركة داخلية مستحيلة.
وتابعت الصحيفة موضحةً أنّ “جلسة الصراخ” بين بنيامين نتنياهو ورؤساء المؤسسة الأمنية والعسكرية التي أصبحت معلومة للجميع توضح ما هو بديهي: انعدام الثقة التام من رؤساء المؤسسة الأمنية والعسكرية كلهم من دون استثناء.
وأكدت “يديعوت أحرونوت” أنه في ذلك الاجتماع بالذات، حاول نتنياهو أن يشرح للحاضرين أنه لا يزال ينتظر رسالة التزام من الأميركيين بشأن إمكانية مواصلة الحرب بين المرحلتين الأولى والثانية من صفقة المخطوفين إذا لم تسر الاتصالات على ما يرام، وهو ما رجحته الصحيفة ما دام نتنياهو ينوي المطالبة بنزع سلاح حماس ونفي قيادتها من بين جملة أمور كشرط للجزء الثاني من الصفقة.
وأعلم نتنياهو الحاضرين بأن ما يطالب به يتعلق بإعطاء “إسرائيل” ضمانة بأنها ليست ملزمة بوقف إطلاق نار إلى الأبد تحت أي ظرف من الظروف، موضحاً أنها “رسالة يريد تقديمها إلى الجمهور الإسرائيلي”. وكانت المفاجأة أن أحد الحاضرين يعرف ما يتحدث عنه. وقد أخبره أن الولايات المتحدة سبق أن وافقت على تقديم هذه الرسالة بصيغة ما، وأن هناك بالفعل مسودات.
وبحسب الصحيفة، كانت الرسالة لنتنياهو واضحة: “ابحث عن عذر آخر لمواصلة المماطلة والتأخير وإبطاء الصفقة. لا تعلقها على رسالة الأميركيين. لقد حاولتَ أن تُخفي عنا، لكنهم سبق أن وافقوا، وقالوا فقط إنه سيتم إرسال الرسالة بعد توقيع الصفقة لا قبلها”.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الحاضرين من رؤساء المؤسسة الأمنية والعسكرية يختلفون معه حول النظر إلى صفقة التبادل كفرصة أو تهديد، إذ يرون فيها المفتاح الذي يمكن أن يفتح القفل الإقليمي، فيما لم يجد نتنياهو رداً عليهم سوى الشكوى من أنهم بدلاً من ممارسة ضغوط على حماس يقدمون إحاطات ضده.
وخلصت الصحيفة إلى أنّ الاستنتاج الذي توصل إليه معظم العاملين في المفاوضات هو أن نتنياهو على وشك أن يفوت فرصة استراتيجية بسبب السياسة الشخصية الضيقة، وهي إعادة الأسرى الذين يموتون أو يُقتلون بنيران قواتنا، وتجنب التدهور إلى حرب إقليمية كاملة.
وشددت الصحيفة على أن الصورة الأصعب من صفقة مخطوفين في الوقت الحالي، بالنسبة إلى نتنياهو، هي صور عودة نحو مليون فلسطيني إلى شمال القطاع، مشيرةً إلى أنّ اليمين المتطرف مقتنع بأن طرد الفلسطينيين من شمال غزة سيستمر إلى الأبد، وأنّ نتنياهو لم يتبنّ هذه الفكرة أبداً، لكنه الآن خائف من كسرها.