صوت البلد للأنباء –
كشفت دراسة حديثة عن تغيّر جذري في الحياة الجنسية داخل الجامعات البريطانية، إذ أظهرت أن أكثر من ثلث الطلاب (37%) لا يمارسون الجنس إطلاقًا خلال فترة دراستهم، فيما أقرّ نحو 74% بأنهم إما عازفون تمامًا أو يمارسون الجنس مع شريك واحد فقط، لتُسدل الستارة على الصورة النمطية القديمة عن الحياة الجامعية الصاخبة والمليئة بالعلاقات العابرة.

الدراسة التي أجرتها شركة Erobella وشملت 2000 طالب من 79 جامعة في أنحاء المملكة المتحدة، بيّنت أن “الجيل الجامعي الجديد” لم يعد يعيش الحياة المليئة بالمغامرات الجسدية التي ارتبطت سابقًا بمرحلة الشباب الجامعي. فبعد أن كانت الجامعات تُعرف سابقًا بكونها بيئة مليئة بـ”العلاقات القصيرة، والسهرات الماجنة، واللقاءات العابرة”، يبدو أن هذا النمط تراجع بشكل حاد.

وتقول بريندا جينسن، رئيسة قسم البيانات والبحوث في Erobella:
“النتائج فاجأتنا تمامًا. فالصورة النمطية التي تربط الجامعة بالحياة الجنسية النشطة لم تعد صحيحة. الواقع يشير إلى العكس تمامًا.”

ووفقًا للدراسة، فإن 44% من الطلاب كانت لهم علاقة جنسية واحدة فقط خلال العام الماضي، بينما 30% لم يمارسوا الجنس على الإطلاق، ما يعكس توجّهًا واضحًا نحو العزوف أو الحذر في العلاقات.

الظاهرة الجديدة تمتد أيضًا خارج أسوار الجامعات، إذ تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مفاهيم مثل “boy sober”، وتعني امتناع الفتيات من الجيل Z عن أي علاقات رومانسية أو جنسية حتى يجدن الشريك المناسب للزواج. كلمة “celibacy” (العفة) حققت أكثر من 39 ألف منشور على تطبيق تiktok العام الماضي، بينما وُسم “boysober” تجاوز 25 مليون مشاهدة.
وفي لندن، كانت الرغبة في العفة هي الأسرع انتشارًا على تطبيق المواعدة Feeld المتخصص بالعلاقات المفتوحة، حيث شهد ارتفاعًا بنسبة 235% في استخدام الوسم الذي يعلن الامتناع عن الجنس.
أما من حيث العلاقات الثابتة، فقد تبيّن أن 65% من طلاب كلية لندن للاقتصاد (LSE) يعيشون علاقات جدية، مقابل 35% فقط في جامعة غرب لندن. كما حازت جامعة سالفورد على لقب “الجامعة الأكثر وفاءً” في بريطانيا بمتوسط 0.36 شريك سنويًا، فيما تصدّرت جامعة سندرلاند قائمة العلاقات المتعددة بمتوسط 2.91 شريك في السنة — أي ثمانية أضعاف سالفورد.
ورغم أن طلاب LSE الأكثر استقرارًا في علاقاتهم، فإنهم يمارسون الجنس بمعدل 4.9 مرات شهريًا، بينما الطلاب في جامعات أخرى يبدّلون شركاء أكثر لكنهم يمارسون الجنس بوتيرة أقل، ما يثبت أن التعدد لا يعني بالضرورة نشاطًا أكبر بين الملاءات.
النتائج شملت أيضًا الجامعات الاسكتلندية مثل ستراثكلايد وأبردين وسانت أندروز، حيث أظهرت مستويات عالية من الالتزام والوفاء العاطفي. أما في مجموعة Russell Group الشهيرة، فقد تباينت النتائج بشدة بين جامعات محافظة مثل دارم وأخرى أكثر تحررًا مثل لافبورو.
الدراسة تُظهر بوضوح أن الجيل الجامعي الجديد يعيد تعريف مفاهيم المتعة، العلاقات، والحميمية، حيث أصبحت العفة والاختيار الواعي تتفوق على الاندفاع والرغبة اللحظية التي كانت سائدة في الماضي.












