صوت البلد للأنباء –
أعطى جيش الاحتلال الإسرائيلي إشارات إخلاء بالجملة لعدد من مدارس وكالة الغوث “أونروا”، وقصف ما يزيد عن ثلاثة تعج بالنازحين، في تصعيد واضح، يريد منه افراغ المدارس من جهة ومسح ما يتعلق بتلك المنظمة الأممية من جهة أخرى.
وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي 3 مدارس تتبع لوكالة “أونروا” في مدينة غزة، ما تسبب بتشريد آلاف النازحين الذين كانوا يأوون إليها.
وخرج الآلاف من النازحين من المدارس تحت وطأة القصف، دون معرفة مصيرهم في ظل عدم وجود مكان آمن في المدينة، وعجزهم عن ايجاد بديل أو الانتقال من محافظة لأخرى بسبب غلاء المواصلات بحال توفرت.
يؤكد شهود عيان أن آلاف النازحين ملقون في شوارع المدينة، عقب خروجهم من المدارس التي تم قصفها، وسط ظروف سيئة، وفي ظل انعدام وسائل النقل لمناطق أخرى.
وتتعرض مدينة غزة لمحاولات تهجير لسكانها، والدفع بهم نحو الجنوب، عبر القصف الجوي المتواصل وارتكاب المجازر التي يرتقي فيها يوميًا ما يزيد عن 70 شهيدًا يوميًا.
دفع متسارع وخطير
ويقول المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” عدنان أبو حسنة “إن هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل مدارس الوكالة، فلدينا 280 مدرسة معظمها تعرضت للقصف، و90% منها تعرضت للتدمير الشامل أو الجزئي.
ويضيف “ولكن بصفة عامة كل منشآت الأونروا تعرضت للقصف، ولدينا 22 عيادة مركزية استهدفت، كما تم تدمير كامل مراكز المواد الغذائية منها حوالي 90% أصيبت بأضرار جسيمة”.
ويشير إلى أن أونروا تشرف حتى الآن على أكثر من 100 ألف من النازحين في مراكز الإيواء التي تبقت لها.
ويوضح أن جزءًا من هذه المراكز كان يتواجد شمالي القطاع، وبعد ذلك تم دفعهم تحت القصف إلى داخل مدينة غزة خاصة غربي المدينة”.
ويستدرك “ولكن حتى الآن الـ 100 ألف نازح معظمهم في المنطقة الوسطى تحديدًا وجنوب القطاع”.
ويشدد على أن “إسرائيل” تقوم الآن بتدمير كل البنى التحتية التعليمية في القطاع، مصيفًا “لم يتبق جامعات ولا مدارس ولا معاهد وهذا يندرج في إطار تحويل قطاع غزة لمنطقة غير قابلة للحياة بمعنى منطقة قاحلة للموت فقط”.
ويحذر من أن الأوضاع تتدهور بسرعة مستمرة، وبصورة خطيرة، مفيدًا بأن الآلاف ارتقوا وجُرحوا داخل المدارس، كما ارتقى من العاملين بالوكالة حوالي 360 موظفًا، منذ بدء حرب الإبادة.
وحسب أبو حسنة، فإن مدارس الوكالة تحتوي على تجمعات كبيرة من النازحين، وهي عبارة عن تجمعات، قائًلا “لذلك فإن قصفها هدفه هو دفع الناس إلى منطقة جنوب قطاع غزة، الذي لا يوجد بها مكان لخيمة ولا بنى تحتية ولا خطط لتوزيع المياه والمواد الغذائية”.
لذلك فإن دفع السكان إلى الجنوب الذي يتركز فيها الآن مليون و200 ألف فلسطيني في مساحة تبلغ 35 كم، هدفه أن يتجمع 2 مليون و300 ألف نسمة فيها، وصولًا للهدف الأكبر وهو جعل الحياة مستحيلة في تلك المنطقة، وفق أبو حسنة.
ومنذ أكتوبر للعام 2023 ترتكب “إسرائيل” بدعم أمريكي، حرب إبادة جماعية وجريمة تجويع، أدت لاستشهاد ما يزيد عن 62 ألف شهيد، بالإضافة لما يزيد عن 156 ألف إصابة، وما يزيد عن 14 ألف مفقود تحت الأنقاض.












