صوت البلد للأنباء –
“من أمِن العقاب أساء الأدب”، هو حال مجموعات كبيرة من الفتيات المستوطِنات، ممن لا تزيد أعمارهن عن 20 عاما، واللاتي يُلهين في أراضي الضفة الغربية، عبر تأسيس بؤر استيطانية، وسط غياب تام للسلطة الفلسطينية ومقاومة الاستيطان.
ولكثرة وسرعة الانتشار للاستيطان بالضفة المحتلة، فإنه لم يعد مقتصرًا على الجمعيات الاستيطانية ومجموعات المستوطنين، بل أصبح الأمر هواية قذرة يُمارسنها “فتيات الاستيطان”، على غرار “فتية الاستيطان”.
وانتشرت مجموعات من الفتيات المستوطنات في العديد من الأراضي شرقي مدينة رام الله، واللواتي يهدفن لتأسيس مستوطنات كاملة، من خلال ترك حياتهنّ والتفرغ للإقامة في البؤر التي أقمنها.
ونشرت مواقع المستوطنين مؤخرًا مقاطع فيديو لتلك الفتيات، وهنّ يمارسن الحياة الريفية الفلسطينية، على الأراضي التي تم سرقتها لتأسيس “الاستيطان الناعم”.
وأظهرت تقارير عبرية زيادة أعداد البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة بنسبة 40% خلال فترة الحكومة الحالية التي يرأسها بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية.
وارتفع عدد المستوطنات من 128 في الضفة، إلى 178 حالياً، بزيادة قدرها نحو 40%.
سرقة الحياة والأرض
ويقول المختص بشؤون الاستيطان صلاح الخواجا إن ظاهرة “فتيات الاستيطان” جديدة، وهي تعكس مدى توسع الاستيطان بلا رقيب أو حسيب.
ويضيف “تصريحات المستوطنات اللواتي نشرن مقاطع فيديو وهُنّ يمارسن الحياة الريفية داخل أراضي فلسطينية، تكشف عن العقلية الاستيطانية التي تسود بينهن، حيث يعتبرن أن الضفة الغربية ليست سوى جزء صغير من مشروع أكبر يسعى لابتلاع المنطقة بأكملها”.
وتعكس توجهات الفتيات الأيديولوجية الصهيونية التي تسعى لتوسيع السيطرة على الأرض.
وتقيم الفتيات المستوطنات، داخل بؤرتين هما “ماعوز إستير” و”أور أهوفيا”، المقامتين شمال شرقي مدينة رام الله.
ويؤكد الخواجا أن “فتيات الاستيطان” ذراع متكامل للاحتلال وحكومته، وأن ممارساتهن ليست عشوائية أو فردية.
وبحسبه، فإن الفتيات يروجن للاستيطان عبر صفحات المستوطنين وأسماء البؤر المقامة، من خلال القيام ببعض الأعمال المنزلية الريفية البسيطة، والتي هي سرقة لحياة النساء الفلسطينيات.
الكراهية وسرقة الأرض
وكما يقول “هؤلاء تركن حياتهن والمدارس والتعليم من أجل الإتيان، مع العلم أن أعمارهن تبلغ ما بين 15 عاما والعشرين، وهنّ يستخدمن الخطاب الديني والقومي لتبرير الممارسات داخل البؤر”.
ويجزم بأن هذه الظاهرة تعكس تحولات في عملية التهويد للثقافة الفلسطنية، وسرقتها بالإضافة للتربية والعادات والتقاليد، والتي هي جزء من محاولة طمس الهوية الفلسطينية من خلال مجموعة من المستوطنات الفتيات”.
ويشير لاستخدام تلك الفتيات، الطابون البلدي وعمليات الطبخ على النار وغيرها من ملامح الحياة الفلسطنية للفلاحين والمزارعين الفلسطينيين، لسرقة الحضارة الفلسطينية، كونها إرث قديم لهم.
ويحذر من أن هذه الحركة الصهيونية تستفيد من كل التراث العربي الفلسطيني القديم، من ملابس ولغة ومناسبات اجتماعية، والترويج من خلالها لروايات كاذبة ومضللة، لتحريف التاريخ.
ويشدد على أن هذه المجموعات تتخذ من الاستيطان الناعم غطاءً الحقد والكراهية تجاه الفلسطينيين، والعقلية القائمة على تهويد الأرض وتهجير الإنسان الفلسطيني.
يُذكر أن الضفة الغربية تشهد توسعاً استيطانياً غير مسبوق، ومؤخرًا تم المصادقة على عددٍ من المخططات الرامية لضمها.












