صوت البلد للأنباء –
“قصة من وحي الخيال ” في زمنٍ أصبحت فيه تصفية الحسابات لعبةً مكشوفة، يختار بعضهم أن ينحني… إلا أن هذا الرجل قرر أن يرفع رأسه عاليًا ويقول: «ما حدا يلوي ذراعي». للمرة الثالثة يجد نفسه وسط محاولات مدروسة لإخضاعه وإسكاته، لكنه هذه المرة يقولها بوضوح: «هاي المرة مش زي كل مرة». في كواليس القصة، محاولة واضحة لليّ ذراعه في التوقيت الأخطر، إذ يعرف جيدًا أن من يحاولون كسره اليوم يراهنون على فقدانه لكل شيء: «قالوا للقرد بدنا نسخطك، قال: أكثر من هيك مافي إشي أخسره… لا ولد ولا تلد». عبارة تختصر فلسفة مقاومته، رجلٌ فقد أغلى ما يمكن أن يُنتزع من إنسان، فلم يعد يخشى على نفسه ولا على تاريخه، بل صار حراً كفاية ليقول: «أنا لست قاصرًا». اللافت أنه لم يُحِط نفسه بحصانةٍ وهمية، ولم يتذرع بظل أحد، بل أكّد: «نعمل في خندقٍ واحد
رسالةٌ واضحة لمن يظن أن ليّ ذراعه سيُغنيه عن خدمة وطنه أو يغيّر ولاءه أو يشتري صمته. اليوم، السؤال الأهم: لماذا الآن؟ لماذا في هذا التوقيت بالذات تُفتح دفاتر الحسابات القديمة؟ لماذا كلما اقتربت بعض الملفات من خطوط النار، يُعاد تدوير قصص التصفيات الشخصية؟ في النهاية، هي قصة رجلٍ قرر أن يُبقي رأسه مرفوعًا مهما حاولوا كسره. والأخطر أن أمثاله كُثر… ومن يظن أن تكسيرهم سهل، قد يكتشف متأخرًا أن لا شيء أخطر من إنسانٍ لم يبقَ لديه ما يخسره.












