صوت البلد للأنباء –
دخلت حرب الإبادة الجماعية والتجويع في قطاع غزة، فجر الاثنين، يومها الـ654 على التوالي، وسط استمرار ارتكاب المجازر بحق المدنيين، وحرمان مئات الآلاف من الغذاء والمساعدات الإنسانية.
ومع تواصل القصف الإسرائيلي واستهداف النازحين، يواصل الجيش الإسرائيلي إغلاق المعابر، مما حول الجوع إلى سلاح قاتل لا يقل فتكا عن القصف.
ويعاني قطاع غزة من غارات عنيفة وأزمة إنسانية غير مسبوقة، إذ بلغت مستويات الجوع وسوء التغذية حدودا كارثية، وسط تحذيرات متكررة من الأمم المتحدة بشأن المخاطر التي تهدد حياة عشرات الآلاف من النساء والأطفال، الذين يحتاجون إلى تدخلات طبية عاجلة.
وسجلت وزارة الصحة في غزة خلال الساعات الـ24 الماضية وفاة 19 شخصا بسبب الجوع، بينهم الطفلة رزان أبو زاهر (4 أعوام) التي قضت نصف عمرها القصير تحت نيران الحرب، لتنضم إلى قائمة ضحايا المجاعة التي تشمل حتى الآن 71 طفلا.
في الوقت نفسه، يستمر سقوط الشهداء بنيران الجيش الإسرائيلي، خصوصا من أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات.
وأفادت مصادر طبية في غزة باستشهاد 115 شخصا خلال الساعات الماضية، بينهم 92 قرب نقاط توزيع الغذاء.
وبحسب وزارة الصحة، فإن أكثر من 900 شهيد و6 آلاف مصاب سقطوا منذ بداية الحرب أثناء محاولتهم البحث عن الغذاء، وهو رقم يلقي الضوء على المأساة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
وفي هذا السياق، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن “تجويع المدنيين جريمة حرب ولا يجوز استخدامه كسلاح”، مشيرا إلى أن العائلات في غزة تواجه تجويعا كارثيا، وأن الأطفال يعانون من الهزال الشديد، وبعضهم يفارق الحياة قبل وصول أي مساعدات إليهم.
غير أن الرد الإسرائيلي جاء بشكل عقابي، إذ أمر وزير الخارجية غدعون ساعر، بعدم تمديد تأشيرة إقامة رئيس مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، جوناثان ويتال، ما يعد تصعيدا دبلوماسيا ضد الهيئات الدولية التي توثق الكارثة في غزة.
في غضون ذلك، تستمر في الدوحة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، لمحاولة التوصل إلى هدنة مدتها 60 يوما تشمل تبادلًا للأسرى. وبينما تحدثت تقارير إسرائيلية عن تقدم نسبي، لا تلوح حتى الآن أي انفراجة حقيقية في الأفق.












