صوت البلد للأنباء –
تواصل قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها الواسع على جنين وطولكرم، متسببةً بدمار واسع طال البنية التحتية ومنازل المواطنين، وسط نزوح قسري للأهالي بالتزامن مع نسف للمباني وتجريف الشوارع والطرقات.
وقالت مصادر محلية، إنّ قوات الاحتلال تواصل عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ72 على التوالي، ولليوم الـ59 على مخيم نور شمس، وسط اقتحامات واعتداءات طالت عدة مناطق داخل المدينة وفي محيطها.
وأشارت المصادر إلى أنّ قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية إلى المدينة ومخيميها، طولكرم ونور شمس، ونشرت فرق المشاة داخل حاراتهما، مع اقتحامها للمنازل وتخريبها وتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية، مترافقا مع إطلاق الرصاص الحي، وسماع دوي انفجارات بين الفينة والأخرى في مخيم طولكرم، خاصة بعد منتصف الليل.
واقتحمت جرافة عسكرية حارة أبو الفول داخل مخيم طولكرم، بالتزامن مع انتشار واسع لآليات الاحتلال في شوارع المخيم الذي أصبح خاليا من سكانه بعد طردهم من منازلهم بالقوة، فيما دفعت قوات الاحتلال بعدد من الجرافات إلى مخيم نور شمس، ولاحق الجنود الأهالي أثناء محاولتهم الوصول إلى منازلهم لتفقدها، واحتجزت عددا منهم لوقت طويل وتعرضوا للتنكيل والتهديد.
كما اقتحمت قوة عسكرية ضاحية ذنابة شرق المدينة، ونفذت مداهمة لمنزل عائلة الزبيدي وفتشته وأخضعت سكانه للاستجواب، دون أن يبلغ عن اعتقالات، كما واصلت الآليات العسكرية تجوالها في شوارع المدينة ليلا، بما في ذلك سوق الخضراوات وشارع المقاطعة، بالتزامن مع انتشار لقوات الاحتلال في الحي الشرقي، حيث أطلقت القنابل الصوتية قبل توجهها نحو مخيم طولكرم.
وتواصل قوات الاحتلال استيلاءها على منازل ومبانٍ سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي للمدينة، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية مع تمركز آلياتها في محيطها، في حين تقوم بالتضييق على المواطنين واعتراض حركة تنقلهم في الشارع الذي أغلقت مقاطعه بسواتر ترابية في كلا الاتجاهين، كما أقامت قوات الاحتلال في ساعة متأخرة من الليلة الماضية حاجزا طيارا تحت جسر جبارة، عند المدخل الجنوبي للمدينة، وأوقفت المركبات وأعاقت حركتها وأخضعتها للتفتيش والتدقيق في هويات ركابها.
وأسفر العدوان المتواصل على المدينة ومخيميها عن استشهاد 13 مواطنا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 4000 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، إلى جانب عشرات العائلات من الحي الشمالي للمدينة بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية، كما ألحق العدوان دمارا شاملا في البنية التحتية والمنازل والمحلات التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والإحراق والتخريب والنهب والسرقة، حيث دمرت 396 منزلا بشكل كامل و2573 بشكل جزئي في مخيمي طولكرم ونور شمس، إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.
وفي مدينة جنين ومخيمها يواصل جيش الاحتلال عدوانه لليوم الـ78 على التوالي عليهما، وسط عمليات تجريف منازل وإحراقها، وتحويل أخرى إلى ثكنات عسكرية.
واحتجزت قوات الاحتلال أمس طالبة في كلية التمريض من مدينة جنين أثناء وجودها أمام مستشفى جنين الحكومي، كما احتجزت شاباً ووالدته من محيط مخيم جنين. ومنعت قوات الاحتلال المواطنين من الوصول إلى حي الزهراء القريب من مستشفى جنين والمحاذي لمخيم جنين، واحتجزت كل من اقترب من المكان.
وسحبت قوات الاحتلال صباح أمس دبابتين من داخل مخيم جنين إلى فتحة مقيبلة شمال شرق جنين، فيما حلقت طائرات الأباتشي في سماء المدينة والمخيم. فيما ألقت طائرة مسيرة قنبلة يدوية في وسط مخيم جنين، فيما يستمر الاحتلال في دفع تعزيزات عسكرية ومدرعات وجرافات D10 إلى المدينة والمخيم، من حاجز الجلمة العسكري، ونشر قوة من الجنود المشاة في منطقة الغبز في محيط المخيم ومنطقة واد برقين، وشق الطرق وتوسيعها، وتغيير معالم المخيم، وهدم منازل المواطنين.
ويواصل جيش الاحتلال تدريباته العسكرية في محيط حاجز الجلمة العسكري شمال جنين، حيث يطلق الرصاص الحي من وقت إلى آخر في محيط مخيم جنين الخالي من السكان.
ويتفاقم الوضع الإنساني لنحو 21 ألف نازح هجرهم الاحتلال قسراً من منازلهم في مخيم جنين، خاصة مع فقدانهم مصادر دخلهم، وممتلكاتهم ومنعهم من العودة إليها، حيث تشير التقديرات إلى أن 600 منزل دُمرت في المخيم، فيما أصبحت قرابة 3000 وحدة سكنية غير صالحة للسكن.
وبحسب المعطيات، فأن الوضع الاقتصادي للنازحين البالغ عددهم 21 ألفا يمثل واقعاً وتحدياً جديدين على الصعيد الإنساني في جنين، ما زاد نسبة الفقر، خاصة مع فقدان المهجرين وظائفهم وأعمالهم.
وارتفع عدد الشهداء في المحافظة إلى 36، فيما يواصل الاحتلال شن حملات مداهمة واعتقالات واسعة في قرى المحافظة وبلداتها بشكل شبه يومي.












