صوت البلد للأنباء –
انهار فجر الاثنين، مبنى سكني مأهول آيل للسقوط في بلدة جباليا شمالي قطاع غزة كان قد تعرض خلال أشهر حرب الإبادة الجماعية إلى قصف إسرائيلي.
ونجا نحو 21 فردا كانوا يقطنون المبنى المكون من 3 طوابق من موت محقق حيث فروا منه قبل سقوطه بشكل كامل على رؤوسهم، قبل حادث الانهيار بنحو نصف ساعة.
وقال الشاب عبد الله حلوة، أحد المستأجرين الفلسطينيين داخل هذا المبنى، إن حادثة الانهيار وقعت بعد تناولهم وجبة السحور وقبل بزوغ الفجر.
وتابع: “كان المنزل يؤوي عائلتي المكونة من 9 أشخاص بينهم 4 مقعدين”، لافتا إلى أن المبنى كان يؤوي بما مجمله 21 شخصا.
وأوضح أن المبنى تعرض خلال الإبادة الجماعية لقصف إسرائيلي، لكنه بقي واقفا إلى أن انهار فجر الاثنين.
فقدان المستلزمات
بدورها، قالت الفلسطينية أم شادي أبو خريس إن المبنى بدأ يتداعى منذ مساء الأحد حيث كانت تسقط منه بعض الحجارة بين الفينة والأخرى، إلى أن بدأت حجارته بالسقوط بشكل كبير مع أذان الفجر.
وأشارت إلى أنها لجأت إلى المنزل لإصابة نجلها خلال أشهر حرب الإبادة، لافتة إلى عدم تمكنها من اصطحاب أي ممتلكات أو مستلزمات حياتية خلال خروجها من المنزل قبيل انهياره.
وختمت قائلة، إنها قبل انهيار المنزل كانت تعيش وترى “كل أشكال العذاب”، لكنها لا تدري لاحقا ما المصير الذي ينتظرها بعدما بات الشارع مأواهم.
من جانبه، قال محمد أبو خريس إنهم بالكاد استطاعوا تنبيه جيران المبنى لأخذ الحيطة والحذر قبل انهياره كي لا يتضرر منهم أحد.
وأضاف أن المبنى قبل سقوطه تعرض لميلان شديد ومن ثم انهار دون وجود أسباب، إلا أن أحد سكانه قال إن الانهيار بدأ جراء اهتزازه إثر قصف إسرائيلي قريب.
ولفت إلى أن عائلته فقدت كافة مستلزماتها وملابسها تحت أنقاض المبنى المنهار، مؤكدا عدم وجود ملجأ آخر لهم أو بديل لتلك المستلزمات المفقودة.
تهديد خطير
وفي السياق، قال المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة محمود بصل، إن “حادثة انهيار مبنى منطقة جباليا الفاخورة فجر الاثنين والمكون من ثلاثة طوابق تهديد خطير لحياة آلاف من المواطنين يعيشون بمنازل آيلة للسقوط”.
وأضاف في بيان: “مئات المنازل في قطاع غزة مهددة بالانهيار نتيجة ما تعرضت له من قصف وحرق خلال الحرب على قطاع غزة”.
وأوضح أن “آلاف العوائل تعيش في ظروف مأساوية وخطيرة ومهددة بالموت نتيجة تواجدهم في منازل آيلة للسقوط”.
وعلى مدار أشهر حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية، تعرضت محافظة شمال غزة لسياسة “إبادة المدن” وفق ما أكده المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، حيث شهدت دمارا واسعا في المنازل والبنى التحتية.
وعقب دخول المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، عاد العديد من النازحين من جنوب القطاع إلى مساكنهم المدمرة في مدينة غزة وشمال القطاع، واضطر بعضهم للسكن فوق أنقاض منازلهم أو داخل مبانٍ تعرضت لأضرار جسيمة وتصنف ضمن المباني “الآيلة للسقوط”.
وحذر مسؤولون فلسطينيون حكوميون من مخاطر العيش داخل المنازل الآيلة للسقوط، والتي اضطر إليها سكانها لعدم وجود بدائل وفي ظل منع إسرائيل دخول المنازل المؤقتة “الكرفانات” للقطاع وتقييد دخول الخيام المؤقتة.
وسبق أن انهارت عدة مبان مقصوفة وآيلة للسقوط في مناطق مختلفة بغزة ما تسبب بمقتل وإصابة فلسطينيين.
وفي 2 مارس/ آذار الجاري أغلقت إسرائيل معابر قطاع غزة أمام المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية والبضائع وتنصلت من الاتفاق، وسط تحذيرات حقوقية من دخول فلسطينيي القطاع في مجاعة حقيقية.
ومطلع مارس/ آذار الجاري انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يوما، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
ويريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين دون تقديم مقابل أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة خلال الفترة الماضية، وذلك إرضاء للمتطرفين في حكومته.
في المقابل، تؤكد حركة “حماس” التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام إسرائيل بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.