صوت البلد للأنباء –
في ظل تصاعد الأحداث في غزة ووسط أجواء الحرب، برز تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلن بشكل قاطع أن “الجحيم سيشتعل” إذا لم تُفرج حماس عن جميع الرهائن في غزة بحلول الساعة 12 من ظهر يوم السبت.. فما الذي يكمن وراء هذا التهديد؟
التهديد يأتي في سياق متوتر للغاية، حيث تبدو الأمور في غزة أكثر هشاشة من أي وقت مضى.. مع تزايد الضغوط على جميع الأطراف لفرض الهدنة والإيفاء بشروط تبادل الأسرى. ترامب، الذي أعلن عن خطته الخاصة للسيطرة على غزة، تهدد دولته بإلغاء وقف إطلاق النار إذا لم يتم الوفاء بموعد إطلاق سراح الرهائن، وهو ما يكشف عن نية لتطبيق ضغوط قوية على حماس لإجبارها على الامتثال.. ولكن، ما الذي يعنيه “الجحيم” في سياق تصريحات ترامب؟
يبدو أن التهديد يحمل بعدًا رمزيًا خطيرًا، حيث يرتبط ليس فقط بالرهائن الإسرائيليين، بل بمستقبل غزة بأسره. ترامب، الذي لطالما طرح حلولًا مثيرة للجدل، مثل اقتراحات لتوطين الفلسطينيين في أماكن بعيدة عن غزة، يلوح بهذا التهديد كأداة للضغط، مؤكدًا على أن أي فشل في الإفراج عن الرهائن سيعني تصعيدًا شاملًا قد يؤدي إلى انهيار اتفاقات وقف إطلاق النار، وهو ما يعني تكثيف العمليات العسكرية ضد حماس، في سياق الضغط العسكري والسياسي الذي يواجهه القطاع.
من جانب آخر، لم تقتصر ردود الفعل على ترامب من قبل حماس على الصمت، بل أدلى مسؤولو الحركة بتصريحات قوية تشير إلى رفضهم لمثل هذه التهديدات، مؤكدين أن تبادل الأسرى يجب أن يتم وفق الاتفاقات الموقعة وأن أي تهديدات تزيد من تعقيد الأمور ولا تفيد في حل النزاع. وهذا يعكس التصعيد الحاصل بين حماس والولايات المتحدة، الذي يضع غزة في موقف صعب للغاية.
وفي الوقت نفسه، فإن تهديد ترامب يتزامن مع التقارير التي تشير إلى الدمار الهائل الذي لحق بغزة نتيجة الحملة العسكرية الإسرائيلية، مما يجعل أي حديث عن “الجحيم” مثيرًا للقلق، حيث لا يمكن تصور ما هو أسوأ مما تواجهه غزة من دمار مادي ومعنوي، فقد دمرت إسرائيل قطاع غزة وسوته بالأرض، وقتلت أكثر من 40 ألف فلسطيني، وهو ما يطرح تساؤلات عن أي “جحيم” آخر يتوقع ترامب أن تعيشه حماس وأهل غزة في حال فشل صفقة الرهائن.
إذن، وراء تهديد ترامب تكمن رسائل متشابكة من الضغط العسكري والسياسي، تهدف إلى إنهاء الأوضاع بطريقة تخدم مصالحه في المنطقة.
