صوت البلد للأنباء –
تتواصل عمليات تعذيب الأسرى في سجون الاحتلال، لا سيما أولئك الذين اعتقلوا من قطاع غزة منذ بداية العدوان “الإسرائيلي” على القطاع. وكشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، في تقرير جديد، عن شهادات صادمة من معتقلي غزة الذين تم زيارتهم مؤخراً في سجن “النقب” الصحراوي ومعسكر “نفتالي” المحاذي لقطاع غزة.
وأوضح التقرير أن المعتقلين تعرضوا لأساليب تعذيب مروعة تشمل الضرب المبرح، والتجويع، والتنكيل، بالإضافة إلى الجرائم الطبية التي تُرتكب بحقهم، مثل تجاهل احتياجاتهم الصحية. كما أكدت الشهادات انتشار مرض “السكايبوس” (الجرب) بين الأسرى بسبب الظروف القاسية في السجون.
وأكد التقرير أن معسكر “سديه تيمان”، الذي كان يُعرف بكونه مركزاً رئيسياً لعمليات التعذيب، لم يعد المعسكر الوحيد الذي تُمارس فيه هذه الانتهاكات. فقد أظهرت شهادات المعتقلين أن عمليات التعذيب تشمل أيضاً سجوناً ومعسكرات أخرى مثل “النقب” و”عوفر” القريب من رام الله.
أحد المعتقلين، الذي يحمل الاسم (ك، ن) ويبلغ من العمر 45 عاماً، روى تجربته المؤلمة قائلاً: “منذ اعتقالي في ديسمبر 2023 تعرضت للضرب المبرح حتى أصبت بكسور في جسدي، وفي معسكر غلاف غزة كنت مكبلاً ومضروباً طوال الوقت. وعند نقلي إلى سجن النقب، تعرضت للحرق بالماء الساخن باستخدام إبريق كهربائي. آثار الحروق ما زالت واضحة على جسدي”.
وأضاف المعتقل أن الظروف في السجن تتسم بالبرد القارس والجوع، إذ يتم احتجازهم في خيام ممزقة.
الشهادات الأخرى التي تم جمعها من الأسرى تشير إلى أن جنود الاحتلال يتعمدون الإساءة لهم عن طريق التبول عليهم وهم مكبلون ومعصوبو الأعين، فضلاً عن رشهم بالمياه العادمة.
وكانت العديد من التقارير الحقوقية والأممية قد أدانت انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى في سجونه، خاصة بعد السابع من أكتوبر 2023، وهو تاريخ بداية العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزة.
وقد اعتقل جيش الاحتلال الآلاف من المواطنين من القطاع، بما في ذلك نساء وأطفال وعاملين في الطواقم الصحية والدفاع المدني، في حين أن مصير الكثير منهم لا يزال مجهولاً.
وفي الضفة الغربية، أشارت البيانات الأخيرة إلى أن عدد حالات الاعتقال قد بلغ أكثر من 10,800 حالة منذ اندلاع العدوان على غزة، في السابع من أكتوبر 2023، مما يعكس استمرار الانتهاكات بحق المواطنين في كافة المناطق المحتلة.