صوت البلد للأنباء –
كل من يسكن أو يعمل في حيفا، يشعر في الأسبوعين الأخيرين بارتفاع ملحوظ في عدد صافرات الإنذار، والصواريخ التي تُطلق على المدينة من لبنان. أصوات الصافرات التي «توقف القلب»، ودوّي انفجارات الصواريخ، تعيد السكان في منطقة الكرمل، وفقاً لموقع «واينت»، إلى صيف 2006، عندما نالت المدينة نصيبها بـ300 صاروخ، أسفرت عن مقتل 14 إسرائيلياً، وإصابة العشرات وتضرر مئات المنازل.
ظلال الحرب الجديدة تخيمّ على الروتين اليومي للسكان؛ فمنذ 21 الشهر الماضي لا يمر يوم واحد إلا وتُطلق فيه الصافرات داخل المدينة لتتبعها انفجارات قويّة، وسقوط صواريخ. الحديث بين السكان يقتصر على الحرب. وينقل الموقع عن المستوطنة إفرات حورش أنها قرّرت أخيراً تغيير الطرق التي تسلكها واستبدلتها بأخرى فيها ملاجئ أو أبنية يمكن الاختباء في مداخلها، إذ «بات عليك أن تحسب زمن دخولك للحمام، ومواقع قيادة سيارتك».
وبحسب الموقع فإنه طوال ساعات اليوم يمكن رؤية بعض السكان يسيرون في الشوارع وفي بعض الحوانيت والمطاعم، ولكن بدءاً من ساعات الظهر حتّى الليل تفرغ جميع هذه الأماكن تماماً. أحد المطاعم الذي يدفع فاتورة ذلك، هو «تشيفيتو» الذي تديره زيف غولدتسويغ، والذي تضرّر كثيراً خلال الحرب، ومن المتوقع أن يُغلق أبوابه نهائياً في الشهر المقبل. وتقول غولدتسويغ: «مررنا بظروف صعبة كان آخرها الحرب، البلدة التحتا بالمجمل خالية والناس لم يعودوا يتجوّلون فيها»، مشيرة إلى أنها اضطرت إلى تقليص عدد موظفيها الستة حتّى لم يتبقَّ منهم أحد.
من جهته، أقر تومر مزمار وهو موسيقيّ وأستاذ، بخطورة الوضع، مشيراً إلى أن صافرات الإنذار «تسبب القلق والضغط. وذكر أنه بسبب الحرب أُبطلت عدة عروض كان مقرراً أن يحييها في حيفا وشمالها، بينها في نهاريا.
على المقلب الآخر، ثمة من اختار من سكان المدينة المقتدرين السفر إلى الخارج، كعائلة غوخمان التي توجّهت إلى براغ. وتقول يولي غوخمان: «شعرنا بحاجتنا إلى الخروج قليلاً من البلاد وتغيير الجو. سافرنا قبل يومين من عيد الغفران، وسنعود بعد بضعة أيام. ورغم أننا لسنا في حيفا، فإننا نشعر بما يحصل هناك، فقلبنا مع من تبقّى».
وتابعت: «ابنتي في سن الـ11، كانت بحاجة إلى أن نخرج من البلاد بعدما وقعت شظايا صاروخ في حارة رمات هناسية، قبل أقل من أسبوع، ولحسن الحظ فإن منزل والديّ الواقع هناك لم يتضرر كثيراً… كانت ابنتنا على شفا الانهيار، فقررت عدم الخروج من الملجأ وامتنعت عن تناول الطعام». وختمت: «سمعت أن حزب الله يهدد بتحويل حيفا إلى كريات شمونه، وحتّى الآن أوفوا تقريباً بما تعهّدوا به».
إلى ذلك، أعلنت بلدية حيفا بالتنسيق مع قيادة الجبهة الداخلية أنها ستنشر قريباً مزيداً من صافرات الإنذار لتغطي جميع أجزاء المدينة، بعد تلقي بلاغات من السكان أن الصافرات لا تُسمع بوضوح في بعض المناطق، وقال رئيس البلدية يونا ياهف إن «الصافرات الجديدة ستُسهم في تعزيز الاستجابة الأمنية داخل حيفا، لتُمكن جميع السكان من الاطّلاع على الخطر لحظة وقوعه».