صوت البلد للأنباء –
صوت البلد للأنباء –
رغم أن “الإنسان أغلى مان نملك”، إلا أن الطفلة رغد ذات الـ”15” عامًا تجرعت مرارة الألموصارعت من أجل البقاء وحيدة، دون مساعدة أو حتى إلقاء نظرة من المسؤولين على ملفها المًغبر داخل أدراج مكاتب وزارة الصحة منذ 9 أشهر بخصوص توفير التأمين الصحي لمعالجتها لدى المستشفيات الحكومية بحسب تقارير الأطباء بعد معاناتها مع مرض تشمع الكبد، وفق والدة الطفلة رغد.
ولأن “لا أحد يشعر بالألم سوى صاحبه” بقيت رغد تعاني وتصرخ وصدى صوتها يصدح في أرجاء مكتب كل مسؤول خان الأمانة وجعل لسان حالها “حسبي الله ونعم الوكيل”، فبعد أن قام نائبين بالتواصل مع وزارة الصحة لشمولها بالإعفاء، والذي انتهى مفعوله كون مدته 6 أشهر، فأغلق النواب أبوابهم مجددًا في وجهها بحجة أن كل نائب لديه حصة معينة بخصوص التأمين الصحي وأن جميعهم لا يوجد لديهم فراغ في قائمتهم الموجهة للوزارة، أما رغد فبقيت صابرة محتسبة أمرها عند الله تبحث عن بصيص أمل لعلاجها كون وضعها الصحي أصبح حرجً للغاية.
“ابنتي تضيع من بين يدي” بهذه العبارة المؤلمة بدأت والدة الطفلة حديثها،الممزوج بغصة وتنهيدة وصوت يكاد يختنق من مرارة الشعور وقلة الحيلة، وأكملت، “طرقنا جميع الأبواب ولم نسمع أي جواب أو رد على توفير التأمين الصحي لعلاج ابنتي وقدمنا التقرير لوزارة الصحة منذ 9 شهور بناء على طلب الطبيب من مستشفى الجامعة، إلا أنه لغاية اللحظة ابنتي دون علاج”.
“وراء كل دمعة حكاية تحكى”، وأضافت بصوت خافت يعتريه التعب :” توجهنا للنواب كونهم لديهم قائمة يرفعونها للوزارة لشمول مرض تشمع الكبد بالتأمين الصحي إلا أن الجواب كان قاسي وموحد بعبارة، “لا يوجد مجال”، فاسم رغد المكون من ثلاثة أحرف لا يتسع قوائمهم وعجزت الوزارة عن تأمين ابنتي التي تعاني الأمرين كل يوم من مرضها المستعصي.
ووجهت الوالدة رسالة جعلتها في رقبة كل مسؤول إلى يوم الدين بيده أمر طفلتها، قائلة:” إنقذوا طفلتي من الألم والمعاناة وحققوا لها أبسط حقوقها في المعالجة وتأمين الأدوية عالية الثمن التي تحتاجها، كونها في بلد “الفزعات”، فهل من مجيب؟؟
“رغد الياسمينة التي تتيبس وتشمع أريج زهرها” على أدراج وجدران رئاسة الوزراء في العبدلي حيث لا يعترف بها احد وهي خارج قوائمهم ولا يعترفون بمرضها أو حتى علاجها لأنها ليست قريبة لدولة الرئيس أو احد الوزراء وممن لديهم تأمين خارج المملكة، فتشمعت الضمائر وانطفت الظفائر واحترق صوت الحرائر، ولكن الشيء الوحيد الذي سيبقى عارًا في كل الدفاتر أن رغد فتاة تتشمع أمام الجميع وتنتظر رحمة الله بعيدة عن كل هؤلاء الذين وللأسف تركوها تصارع الموت ببرائة، فهل من يسمع أنينها؟؟