صوت البلد للأنباء –
مع دخول العدوان يومه الـ91، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه على مناطق متفرقة من قطاع غزة عبر البر والبحر والجو، في حين لا تزال المقاومة الفلسطينية تتصدى للتوغلات الإسرائيلية بضراوة على محاور القتال كافة.
وشنت مقاتلات الاحتلال غارة عنيفة استهدفت منزلا مأهولا بالسكان وسط مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء 6 شهداء وإصابة آخرين.
كما واصل الاحتلال قصفه العنيف على مدينة خانيونس، ما أسفر عن ارتقاء شهيد في غارة استهدفت شقة سكنية في حي الأمل، بالتزامن مع استمرار القصف المدفعي على مناطق مختلفة وسط المدينة.
وتسبب عدوان الاحتلال على المدينة التي تشهد منذ أسابيع اشتباكات ضارية، باستشهاد العشرات خلال الساعات الـ24 الماضية؛ جراء القصف والغارات الإسرائيلية.
وفي مخيم المغازي وسط القطاع، قصف طيران الاحتلال منزلا لعائلة أبو هولي، ما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
كما أطلقت طائرات الاحتلال المسيّرة الرصاص صوب نازحين قرب مدخل قرية المصدر وسط القطاع.
ويرزح النازحون الفلسطينيون تحت وطأة ظروف إنسانية ومعيشية سيئة للغاية، لاسيما مع دخول فصل الشتاء وهطول الأمطار على المخيمات التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.
حصيلة الشهداء
وأعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، الجمعة، ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إلى “22 ألفا و600 شهيد و57 ألفا و910 مصابين”.
وقالت الوزارة في بيان إن “قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت 15 مجزرة بحق العائلات راح ضحيتها 162 شهيدا و296 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية”.
وأضافت: “ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 22 ألفا و600 شهيد و57 ألفا و910 إصابات منذ السابع من أكتوبر الماضي”.
خسائر الاحتلال
من جانب آخر، تواصل المقاومة الفلسطينية تصديها لقوات الاحتلال الإسرائيلي على المحاور كافة، مكبدة إياها خسائر كبيرة في الآليات والأرواح.
وأقر جيش الاحتلال بإجلائه أكثر من ألف جريح من قواته الذين أصيبوا في العمليات البرية بقطاع غزة، في حين تشكك صحف عبرية بأعداد جرحى الجيش المعلن عنها بشكل رسمي.
وفي وقت سابق، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بارتفاع حصيلة قتلاه إلى 509 منذ بدء الحرب على قطاع غزة، بينهم 172 منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة في 27 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
يأتي ذلك على ضوء تسريبات عن خلافات حادة بين قادة الاحتلال الإسرائيلي، حيث شهد اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي نشوب خلاف بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت؛ بسبب منع رئيس الحكومة المتطرفة رئيسي الموساد والشاباك من حضور جلسة لحكومة الحرب، وفقا للقناة “12” العبرية.
وشهدت الجلسة أيضا توترا حادا بين رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، وعدد من الوزراء، الأمر الذي دفع نتنياهو إلى فض الاجتماع الذي كان مقررا لبحث مرحلة “اليوم التالي”، حسب التعبير الإسرائيلي.
خلافات بمجلس الحرب
كشفت وسائل إعلام عبرية، أن جلسة “الكابينت” الإسرائيلي شهدت خلافات كبيرة ومشادات بين عدد من الوزراء وقادة الجيش، ما دفع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى إلغائها على الفور.
وأوضح موقع “والا” العبري، أن وزيرة النقل في حكومة الاحتلال، “ميري ريغِف”، هاجمت رئيس الأركان ” هرتسي هاليفي” بسؤاله عن تشكيل جيش الاحتلال للجنة من أجل التقصي حول أسباب إخفاقات السابع من تشرين الأول /أكتوبر، ولم يجبها بل اكتفى بالقول: “نحن منهمكون في القتال”.
وأضاف “هاليفي،” أن التحقيق لم يبدأ وأنه فقط عيّن فريقا، والهدف ليس تحقيقا وطنيا، بل هو تحقيق عسكري؛ من أجل دراسة الإخفاقات لاستمرار القتال في الشمال”.
من جانبه هاجم وزير المالية في حكومة الاحتلال “بتسلئيل سموتريتش” رئيس الأركان، معربا عن غضبه من الجيش، قائلا؛ إنّه “سيلتزم الصمت حتى تنتهي الحرب”.
وأشار الموقع العبري إلى أن وزير الأمن “غالانت” والوزير بيني “غانتس”، أعلنا دعمهما لرئيس الأركان وقالا؛ إن “التحقيق الذي يجري في الجيش هو لاستمرار القتال، وتساءلا ما إذا كان ينبغي إجراء هذا السجال الآن؟”.
وأشار الموقع إلى أن “نتنياهو بقي صامتا، وعندما تعالت أصوات الصراخ، وقف وقال: “سنواصل النقاش في مرة أخرى”، مؤجلا الجلسة.