صوت البلد للأنباء –
إنّ بناء علاقة حبٍّ وغرامٍ بين شريكَين قد تؤدّي إلى الالتزام فالزّواج. هذا الأمر ليس صعباً على أغلب الشّركاء الذين يحسبون أنّ الزّواج هو من الأهداف الأساسيّة لكلّ إنسان. لكنّ التّحدّي الأكبر الذي يواجُهه الشّريكان بعد انقضاء مدّة شهر العسل والذّوبان في الآخر، هو كيفيّة المحافظة على منسوبٍ عالٍ من السّعادة، والانسجام، والرّضا على المدى الطّويل، أيْ بمعنًى آخر، كيف يُمكن إجراء صيانةٍ مستمرّةٍ للعلاقة من ناحية، وكيف يُمكن لتقييم العلاقة الدّوريّ أن يُساهم في إدارة الخلافات بإيجابيّةٍ من ناحيةٍ أخرى؟
من المعروف أنّ عدم صيانة أيّ جهازٍ أو آلةٍ نستعملها، سيؤدّي حتماً إلى تعطّلها أو على الأقلّ إلى انخفاض مستوى أدائها. هذا المبدأ ينطبق بامتيازٍ على العلاقة الزّوجيّة: إنّ التّعامل مع العلاقة على أنّها “تحصيلٌ حاصل”، وعدم صيانتها والاهتمام بها يوميّاً، سوف يؤدّي في نهاية المطاف إلى تدهورها والقضاء عليها. العلاقة تتطلّب وقتاً، وطاقةً، واستثماراً عاطفيّاً، كي تُحافظ على رونقها، ويجب أن تُعطى الأولويّة دائماً وإلاّ ستتغلّب عليها بسهولةٍ أولويّاتٌ أخرى كالعمل، أو تربية الأولاد، أو العلاقة مع الأهل. لذا، يجب تحديد المساحة والاتّفاق المُسبق على كلّ هذه المكوّنات الأخرى التي تتنافس مع العلاقة كي يتمّ التّعامل معها بانسجامٍ وتوازن.
حتّى لا تقع العلاقة في فخّ الرتابة
إنّ الصّيانة الصّحيّة للعلاقة تتمّ عن طريق:
– المحافظة على العادات (مثل تقبيل الشّريك عند الاستيقاظ صباحاً)، والنّشاطات (مثل إمضاء العطل معاً ببرنامجٍ دوريّ)، والنّزهات (مثل ارتياد أماكنَ مُحبّبةٍ لها ذكرى مميّزةٌ لدى الشّريكَين) التي كانت مصدر الفرح في بداية العلاقة وتطعيمها من وقتٍ إلى آخر بعناصرَ جديدة. بهذه الطّريقة تُحافظ العلاقة على حيويّتها ولا تقع في فخّ الرّتابة المؤذية.
– تعزيز الصّداقة بالحوار والانفتاح على الآخر، وإظهار التّقدير والمودّة والاحترام تجاه الشّريك دوماً، والاتّفاق على آليّة أخذ القرارات معاً من دون تهميش أيّ طرف.
– التّخطيط لمستقبلٍ مشرقٍ للعلاقة بوضع أهدافٍ للمدى القصير والطّويل تخلق دينامكيّةً إيجابيّة، وتُغذّي الأحلام الشّخصيّة والمُشتركة وتدعمها.
– احترام المساحة الشّخصيّة للآخر وخصوصيّته، كي يستطيع أن يُحقّق ذاته على المستوى الشّخصيّ، ويستثمر كلّ طاقاته الإيجابيّة في العلاقة.