صوت البلد للأنباء –
شكّل الاردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني منذ العدوان الوحشي الاجرامي النازي على قطاع غزة مقاومةٌ سياسية ووطنية وانسانية وروحية أَطلقت أولى رصاصاتِها على شكلِ مواقفَ ارتقَت فوق مستوى القضيةِ، لا بل ذهبَت أبعدَ مِن حدودِ غزة الى وصف ما يجري بحرب ابادة جماعية تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية عبر محاولات الكيان المؤقت تهجير الفلسطينيين من الضفة وغزة من خلال هذه الحرب الاجرامية ،معتبرا ذلك من الخطوط الحمرالاردنية ، وشاركه في هذه المعركة منذ البدايات الملكة وولي العهد ،ورئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز، ورئيس الحكومة الدكتور بشر الخصاونة .
واضح أن جلالة الملك عبد الله الثاني بنى رؤيته للتعامل مع العدوان على غزة في اطار موقفين لافتين التكتيكي الآني المرحلي ، والموقف الاستراتيجي … فالتكتيكي كان هو كيف يمكن مساعدة الاشقاء الفلسطينيين في غزة بالسرعة القصوى وهم يواجهون العدوان الصهيوني النازي المدعوم من غالبية بلدان الغرب وامريكا ، وقد تحقق ذلك من خلال توسيع خدمات المستشفى الميداني الاردني في غزة، وعمليات الانزال الجوي للمستشفى، ومن ثم تصاعدت الى مرحلة الانزال الجوي للاغذية والمستلزمات الاخرى منفردا ثم بالتعاون مع دول أخرى ارادت أن تلحق بالموقف المتقدم للاردن .
واما الموقف الاستراتيجي فقد تمثل بكيف يواجه الاردن الانكشاف السياسي الذي تعرضت له القضية الفلسطينية بعد أن تبنت دول عديدة وغربية كبرى الرواية الصهيونية النازية لهجوم المقاومة على مستوطنات غلاف غزة في 7 اكتوبر، وقد نجح جلالة الملك بقيادة حملة دولية من خلال الجولات التي قام بها الى عواصم القرار لشرح خطورة العدوان الصهيوني على غزة وخطورة استمراره وتوسعه الى مناطق أخرى من ناحية ومن ناحية اخرى قام جلالة الملك بتحذير هذه الدول المؤثرة من خطورة الانجرار وراء الرواية الصهيونية، محذرا من ما يجري من اعتداءات على الفلسطينيين في الضفة الغربية من قبل قطعان المستوطنين ، وما تقوم به حكومة الصهاينة النازيين في الضفة الغربية من خلال إستمرارها بقضم ألاراضي عبر توسيع عمليات الاستيطان على حساب أبناء فلسطين ، وقد نجح جلالة الملك في التخفيف من حدة الاندفاعة الدولية والغربية على وجه الخصوص بإتجاه تقديم الدعم اللامحدود للكيان في عدوانه على غزة ، وهو ما نشهد أثاره الان عبر التغييرالذي حصل في بعض مواقف الدول الغربية ومسؤوليها من العدوان الاجرامي .
وفي إطار الواقع العربي المأساوي وفيما البعض من الدول العربية والاسلامية محاصر بصمت القبور، وغالبية الامة غائبة عن موقف موحد بعد هذه الاشهر المميتة على أهل غزة ، إستمرالاردن ببذل الجهود مع العالم الخارجي، ولم يتوانى عن الدعوة الى وقف العدوان الاجرامي وإدانة ما تقوم به دولة كيان العصابات الصهيونية، ولذلك فالدعوة الى ان يتخذ الاردن موقفا تصعيديا من ما يجري الى حد فتح الحدود او اعلان الحرب أو الغاء الاتفاقيات مع الكيان تبدو ضربا من الجنون، وهذا لا يعني أنني أطالب بالانحناء الى الكيان وداعميه ، ولا أنني لا اطالب بالحرب وكنس الاحتلال من فلسطين ، أواني لا ادعم المقاومة، فمواقفي العديدة من دولة العصابات الصهيونية واضحة لا لبس فيها …
وانطلاقا من ذلك علينا أن نقرأ الواقع من منظورالصورة التي نشاهدها ، فالاردن ليس حركة مقاومة أو تنظيم حزبي، هو دولة ومؤسسات لها التزامات دولية واقليمية والتزامات داخلية تجاه الشعب ، وبالتالي لا يستطيع اتخاذ مواقف أو تحركات كما تفعل التنظيمات اوالحركات المسلحة ، فحزب الله اللبناني والمقاومة اللبنانية وحزب انصار الله “الحوثيين ” والحركات او الاحزاب العراقية وحركة حماس والجهاد وغيرها من تنظيمات فلسطينية، تستطيع ان تتخذ المواقف وفق ما تراه هذه التنظيمات من سبل لمواجهة الكيان وتعلن الحرب عليه في إطار ما تقرره في أي وقت ، لانها ليست دولة لها مؤسسات او التزامات دولية ، والصورة واضحة اذا اردنا مقارنة ما قامت وتقوم به ايران او تركيا خلال الاشهر الماضية ، حيث لم تعلن ايران الحرب على الكيان وهو ما فعلته تركيا أيضا ، بالرغم من علاقات هذه الدول مع حركات المقاومة من حماس الى حزب الله الى الحوثيين ، فالدول ومواقفها تختلف عن مواقف الحركات أو التنظيمات المسلحة.
واليوم ونحن نرى ونتابع جولات جلالة الملك على المحافظات وبمرافقة جلالة الملكة وولي العهد ، فإن احد اهداف هذه الزيارات هو شرح الموقف الاردني من الحرب العدوانية على غزة،وكذلك الاستماع الى هموم الناس ومشاكلهم عن قرب ، وايضا الايعاز للحكومة بمواصلة العمل الداخلي في ظل هذه الظروف ، وبالتالي فأن الحكومة التي تم توجيهها لمواصلة العمل داخليا في اطار الخطط الموضوعة سابقا ، ركزت في عملها كما أعلن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة على الوضع الداخلي من النواحي السياسية والاقتصادية ، و بذلت وتبذل الجهود من أجل مواصلة العمل بإتجاه إستكمال الخطط الرامية الى متابعة خطط الاصلاح السياسي والاقتصادي وإصلاح القطاع العام ومواجهة التبعات المعيشية التي عكسها العدوان ، بعيدا عن ما يقوم به البعض من محاولات لادراج وجهة النظر الحكومية كمسألة خلافية بين الحكومة وبين والشعب في إطار المواقف الشعبوية التي ينتهجها هذا البعض ، فالدولة الاردنية بقيادة جلالة الملك وبتوجيهاته لرئيس الحكومة وفريقه الوزاري مستمره بالعمل كما قال الدكتور بشر الخصاونة لان الهدف خدمة الوطن ومصلحتُه، فيما هدفُ البعض من أصحاب الشعارات الشعبوية المصلحة الشخصية، ونحن كمواطنين علينا ان نكون حذرين من ما تبثه منصات او مواقع او صحف بهدف بث الفرقة اوالتشويش على مسيرة الوطن … يتبع