صوت البلد للأنباء –
تحل العادات السيئة بكل منزل، ويمكن رصدها، كما لا يمكن ملاحظتها أبدا إلا بعد فوات الأوان، ففي هذا العصر الرقمي لا بد من إنشاء إستراتيجية للعمل معا كزوجين لحل كل تلك الأمور.
والمشكلة أن الكثير من المتزوجين لا يعرفون أن عاداتهم هي السبب الوحيد في وضعهم، وبين كل اثنين متزوجين هناك عادات مختلفة قد تسبب فشل الزواج، وقد تدمره بصورة نهائية لو استمرت.
الجزيرة نت التقت عددا من الأزواج الذين تحدثوا بصراحة عن تدهور العلاقة الزوجية وسيرها بالاتجاه الخاطئ بسبب العادات السيئة لدى أحد الطرفين:
كما في أيام العزوبية
تعترف الزوجة آية علي حسن بأن علاقتها بزوجها كانت مهددة بالانهيار بسبب العديد من العادات التي بقي محافظا عليها ولم يتوقف عن ممارستها، إذ اعتاد ممارسة نشاطاته بمفرده كما في أيام العزوبية، ولم يرغب في مشاركة نشاطاته مع عائلته وأعطى الأولوية دائما للخروج مع أصدقائه في أوقات فراغه، إضافة إلى إهماله في ترتيب أغراضه الخاصة ولم يتخلص من هذه العادة السيئة، بحسب قولها.
وتوضح آية أنها حاولت تقبل زوجها كما هو، وصمتت في البداية تفاديا للمشاكل، لكن الأمور ساءت لدرجة أنه لم يعد هنالك مجال للنقاش، وعدم النقاش يؤدي إلى فشل الزواج، وصار كل واحد منهما منشغلا بهاتفه الذكي ومهتما بمواقع التواصل الاجتماعي، لدرجة أن الجلوس معا صار مملا والحوار منعدما نهائيا ما دق جرس الإنذار في علاقتهما.
وتستطرد آية بأنها تمكّنت من إنجاح العلاقة الزوجية وقررت استكمال الرحلة التي بدأتها منذ 10سنوات، واجتازت صعاب الحياة بالمواجهة والتحدث بحرية وصدق في كل المشاكل، لكسر حاجز الصمت، والوصول للتفاهم مع وضع مجموعة من القواعد التي اتفقا عليها ونفذاها بوضوح.
أنانية وغيرة وعناد
أما الزوج هيثم السيد فيتحدث عن حياته وتجربته بحزن وحسرة قائلا “إن إنجاح الزواج يحتاج إلى الكثير من الصبر والتحمل والتأقلم مع عيوب الشريك، فالطباع لا يمكن تغييرها، لكن يمكن العمل على تقويم السلوك، وهذا النهج أعتمده لنصل إلى نقطة تفاهم واتفاق بكل رضا”.
ويرى هيثم أن سر استمرار العلاقة الزوجية بقدر من السعادة يكمن في تخلي كل طرف عن الأنانية وتحمل المسؤولية الواقعة عليه كاملة، سواء كانت مسؤولية تجاه الشريك أو المنزل أو الأبناء، فالتخلي عن الأنانية هو السر الكبير للسعادة الزوجية.
وينوه هيثم بأن زوجته امرأة غيور جدا حتى من أقرب الناس إليه سواء من والدته أو شقيقاته، وتعجز عن كبح جماح غيرتها، والغيرة حالة نفسية معقدة وحساسة وتعتبر من أسوأ العادات التي تؤدي إلى هدم العلاقة الزوجية.
إضافة إلى العناد في عدم تنفيذ بعض الأمور مما يحدث الخلاف، لذلك فهو يحاول جاهدا إصلاح الزواج بالاهتمام العاطفي وبعدم إهمال التفاصيل البسيطة وبالحوار الهادئ، لكن بكل أسف، لا تزال العلاقة غير مستقرة وفيها الكثير من الجفاء والعصبية، كما يقول.
8 نصائح للتخلص من العادات السيئة
وتستعرض الاستشارية في العلاقات الزوجية الاختصاصية آنا مارديني بعض النصائح للتخلص من العادات السيئة التي تدمر العلاقة الزوجية:
1- عادات مرافقة للهاتف
هناك عادات كثيرة مرافِقة للهاتف الخليوي الذي بات جزءا من حياتنا اليومية، وقد تكون هذه العادات مسيئة بحق الشريك، فمثلا عندما يكونا جالسين بمفردهما، فمن الأفضل ترك الهاتف وعدم التحدث عبره مع الأصدقاء، كما لا بد من إقفاله كي لا يتم استقبال مكالمات هاتفية خاصة بالعمل.
فإعطاء المزيد من الاهتمام لمواقع التواصل الاجتماعي وإشغال الهاتف الذكي ليأخذ مساحة كبيرة في حياة الشخص يدفعه إلى تجنب الحديث مع الشريك، وهذه السلوكيات تؤدي إلى تدمير الزواج دون أن يشعر.
2- المواجهة
على الزوجين أن يتعلما سويا الاستماع لبعضهما، عن طريق الجلوس في مواجهة، وليبدأ أحدهما بالحديث والآخر منصت له تماما، ثم تتبدل الأدوار حتى يصلا للتفاهم.
فعندما يحل الصمت محل الحوار والنقاش بين الزوجين، ويتظاهر كلاهما بأنه متفق على كل شيء، فهذا دليل على أن العلاقة دخلت مرحلة الموت البطيء.
3- الطقوس الصغيرة
إقامة الطقوس الصغيرة مثل، الوداع عند الخروج في الصباح، والسؤال عما إذا كان الشريك يحتاج شيئا من الطرف الثاني، فضلا عن عنصر المفاجأة مع الهدايا الصغيرة التي لا يجب أن تكون مكلفة، وإظهار الحنان من أحدهما للآخر، وتعود كلمة “شكرًا” عندما يفعل أحدهما شيئا، مهما كان كبيرا أو صغيرا.
4- الاعتراف بالمشكلة
لدى كل شخص احتياجات خاصة يأمل أن يلبيها شريكه، لكن في بعض الأحيان يفشل الزوجان في التحدث عن تلك الاحتياجات، أو يفترضان أن احتياجات الشريك هي نفسها احتياجاته.
لذا يجب الاعتراف بأن لدى الشريك مشكلة وعليه أن يفعل شيئا حيالها، وذلك عبر تحمل مسؤولية إصلاح المشكلة وعدم إلقاء اللوم على الشريك الآخر، والتعبير عن المخاوف بشكل إيجابي بدلا من النقد، ومحاولة حل المشكلة بشكل جدي وتفهم وجه نظر الآخر وعدم طرح قضايا الماضي.
5- عادة الصوت العالي
من عادة بعض الأشخاص التحدث بصوت عال، فيكون الصراخ هو طريقة التحدث مع الشريك ومناقشته، وهذا أمر يخلق الكثير من الخلافات ولا بد من التخلص من عادة الصوت العالي.
6- الحديث السيئ أمر خطير
هناك أشخاص يجدون الكثير من الوقت للحديث مع الأصدقاء، وربما يجد البعض تسلية في الحديث عن الزوج أو الزوجة، وهذا أمر خطير، يدل على عدم الاحترام ويهز قواعد العلاقة الزوجية، ومن الأفضل تجنب الحديث السلبي عن الشريك أمام الآخرين.
7- الحديث عن المال بصراحة
بغض النظر عن مقدار المال الذي يملكه كل من الزوجين، فمن المهم مناقشته بصراحة وأمانة مع الشريك الآخر، سواء أكان بينهما حساب بنكي مشترك أم لا.
8- المشاركة
من المهم أن يجد الزوجان طرقا لدعم بعضهما، عبر تقاسم الموارد، إذ هو شيء فاعل في العلاقات السعيدة. ولنفترض أن الزوج يشاهد التلفزيون مع الزوجة، فهل يحتكر بعض القنوات الفضائية أو يشاركها الرأي فيها، ويتنازل لها لتستمتع ببعض القنوات التي تفضل مشاهدتها؟!