صوت البلد للأنباء –
من المعروف أنّه بعد وقوع كارثة، يجب على السلطات ومشغّلي السفر تنسيق عمليات الإعادة إلى الوطن والإجلاء بشكل سريع، إذ يمكن أن يؤثر انخفاض أعداد الزوار على الشركات المحلية. بالنسبة للعديد من هذه الوجهات، فإنّ الاعتماد على السياحة يزيد من تعقيد جهود التعافي.
وفي هذا الإطار نشر موقع National Geographic دراسة حول الاستفادة من السياحة في علاج آثار الكارثة، لافتةً إلى أنّه مع العقلية الصحيحة والعمل الصائب، يمكن للمسافرين، في الواقع، أن يكونوا جزءًا من الحل. يمكن للمسافرين المساعدة من خلال إظهار التواضع والرحمة، والتطوّع للعمليات المحلية، والتبرّع للمنظمات غير الحكومية والمنظمات الأصغر مثل الصليب الأحمر، ولجنة الطوارئ للكوارث، واليونيسيف. ويمكن للمسافرين أيضًا تعديل مسار رحلتهم لتجنّب المناطق الأكثر تضرّراً، وهذا يمكن أن يساعد في منع الأزمات الاقتصادية في أعقاب الكوارث الطبيعية.
وأشارت الدراسة إلى الطرق الّتي يمكن للمسافرين من خلالها مساعدة الدول الّتي يزورونها في التّعافي بعد الكارثة:
التّدريب العمليّ على المساعدة
تخلق الكوارث ظروفًا فريدة من نوعها، وليس هناك إجابة واحدة عندما تكون العودة آمنة. ومع ذلك، من المفيد للمسافرين زيارتها بمجرد أن يكون القيام بذلك آمنًا وقانونيًا. يجب على المسافرين استشارة وكيل السفر أو المنشأة مباشرة، لتحديد ما إذا كان من المناسب الاستمرار في خطط سفرهم أو تأجيلها إلى تاريخ لاحق. يمكن للمسافرين المشاركة من خلال التطوع مع شركات مثل Responsible Travel أو الانضمام إلى المنظمات غير الربحية التي تعمل بالتطوع مثل All Hands and Hearts.
تتيح الزيارة خارج الموسم المعتاد واستخدام الأعمال التجارية المحلية توزيع النفقات على نطاق أوسع، بخاصة بعد فترة مليئة بالتحدّيات.
التّوعية
يمكن أن تترك التغطية العاطفية للكوارث آثاراً دائمة على عقول السياح، مما قد يؤثر على الوجهات الآمنة مثل المغرب وتركيا. وفي أستراليا، تمّ إلغاء أكثر من 60% من حجوزات الإقامة في المناطق غير المتضرّرة، بينما في تركيا وسوريا، انخفضت الإقامة لمدة ليلتين أو أكثر في اسطنبول بنسبة 31%. ويركّز المغرب على أن يُظهِر للعالم أنّه منفتح أمام الأعمال التجارية، حيث تعمل المطارات بشكل طبيعي وتظلّ المدن السياحية الشهيرة مثل طنجة، وشفشاون، وفاس سالمة.
فرص جديدة
هنالك دول عديدة تصبح فيها الكارثة نعمة على الصعيد السياحيّ، إذ تصبح عواقب الكارثة نقطة جذب للسّيّاح، ففي عام 2021، تسبب ثوران بركاني في جزيرة لا بالما الإسبانية، في عمليات إخلاء وتدفق حمم بركانية بطول أربعة أميال، مما تسبّب في إعادة تشكيل الجزيرة غربها. ومنذ ذلك الحين، تمّ بناء طريقين جديدين، وبدأ منظّمو الرحلات السياحية المحليون في تقديم جولات تركّز على البركان. ويأمل مجلس السياحة في الجزيرة أن تجتذب هذه التجارب الجديدة المزيد من الزوار والمجتمع العلمي. وفي إندونيسيا، استخدمت مقاطعة آتشيه السياحة لتنويع اقتصاد ما بعد الكارثة، حيث تجذب المعالم السياحية مثل متحف آتشيه التذكاري لتسونامي، ومتنزه تسونامي التعليمي، ومتنزه آتشيه شكرا للنصب التذكاري العالمي، الزوار المحليين والدوليين. إذاً، يمكن للسياحة أن تربط بين المجتمعات وتكون قوة من أجل الخير.