صوت البلد للأنباء –
كتب : سلطان عبد الكريم الخلايلة . جهد ملكي تجاه القضية الفلسطينية يضاف إلى جهود دبلوماسية كبيرة منذ بداية العدوان الاسرائيلي على غزة وهذه المرة تأتي الزيارة الملكية لواشنطن ولقاء البيت مع الابيض مع بايدن استجابة للتطورات الاخيره في غزة والتحشيد الإسرائيلي لاجتياح مدينة رفح وهذا ما شكل المحور الاساسي من المباحثات . رسالة الملك في اللقاء كانت واضحة تماماً مليئة بتعابير الغضب على أمل أن يكون هنالك موقف أقوى للولايات المتحدة الامريكية تجاه تلك التطورات للعمل على الوقف الفوري للعدوان على غزة والرفض التام للتهجير واعطاء مساحة أوسع وأفضل لملف دخول المساعدات الانسانية. ولعلَّ الرأي الملكي دوماً بأن الوصول للسلام هو عبر وجود أُفق سياسي لحل الدولتين وليس عن طريق الحلول العسكرية . إن المباحثات على هامش الزيارة الملكية والتي يقوم بها جلالة الملك ويرافقه في ذلك جلالة الملكة وسمو ولي العهد هي مباحثات هامة لصنع آراء تساند وتدعم الجهود الملكية وخاصة إذا ما تحدثنا عن جولة لدول هامة في صنع القرار العالمي ستكون ضمن الجولة الملكية بعد الولايات المتخدة الأمريكية، ولكن ما أضاف بُعداً هاماً للجهود الملكية هو لقاء البيت الابيض باعتبار الإدارة الأمريكية الوحيدة القادرة على كبح جماح الة الحرب الإسرائيلية التي ترتكب الفظائع والجرائم على مرأى ومسمع العالم. الجهود الكبيرة هذه تأتي بإسناد حقيقي من جلالة الملك والذي يحظى بقبول كبير لدى المجتمع الدولي، فهو القادر على إيصال صوت الحق ووضع العالم أمام مسؤولياته، وكل ذلك يتطلب ويستوجب موقف عربي يساند كل هذه الجهود للضغط لوقف جرائم الحرب والعدوان على غزة، كما أن الموقف الشعبي يتماهى مع الموقف الرسمي وجهود الملك والدبلوماسية الاردنية وعلينا تمتين جبهتنا الداخلية لمواجهة أي تحديات قادمة. الجولات الملكية بعد السابع من أكتوبر قرعت جرس الخطر بأننا مقبلون على جرائم حرب فظيعة إذا لم يتحرك العالم لإيقاف الإجرام الإسرائيلي، وهذا ما حدث بالفعل فالعالم وقف يشاهد الضحية على مذبح الموت دون أن يحرك ساكنًا. اليوم الملك وضع العالم أمام مسؤولياته الأخلاقية حتى لا تتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة في ظل استخدام الأسلحة المحرمة دوليًا وقتل الأطفال والنساء والشيوخ ومنع دخول المساعدات الإنسانية فالذي ينجو من صواريخ الاحتلال لن يفلح من النجاة من الاستشهاد جوعًا. رسالة الملك في الإنزال الجوي الأخير هي أن الأردن لن يتوقف عن إدخال المساعدات مهما كلف الثمن حتى لو صمت العالم كله، فالأردن كان وسيبقى السند للأهل في غزة والضفة الغريبة.