صوت البلد للأنباء –
قدم وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت ملامح الحرب على غزة في المرحلة المقبلة، بما يشير إلى استمرارها حتى أمد طويل، مشيراً إلى معلومات استخبارية مفادها أن حركة حماس لم تتوقع توغلاً إسرائيلياً بهذا الحجم.
وفي محاولة متكررة لتعظيم التهديدات ضمن مسعى لإدامة الحرب، قال غالانت في مقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال”: “وجهة نظري الأساسية هي أننا نقاتل محوراً، وليس عدواً واحداً. إيران تبني قوتها العسكرية حول إسرائيل من أجل استخدامها”.
وأضاف أن “خطورة التهديد تكمن وراء شراسة الرد الإسرائيلي وتصميمه ليس فقط على تدمير حماس المدعومة من إيران، بل على التصرف بقوة كافية لردع الخصوم المحتملين الآخرين المتحالفين مع طهران، بما في ذلك حزب الله في لبنان المجاور”.
وأشار وزير الأمن الإسرائيلي إلى أن قواته ستتحول مما سماه “مرحلة المناورة المكثفة في الحرب إلى تنفيذ العمليات الخاصة”، محذراً من أن الفصل التالي من الصراع “سيستمر لفترة أطول”، وشدد على أن إسرائيل لن تتخلى عن أهدافها المتمثلة في تدمير حماس.
ولفت غالانت إلى اقتراب جيشه من المرحلة التالية في شمال القطاع، بما في ذلك مدينة غزة، معتبراً أن قواته فرضت سيطرتها إلى حد كبير، على الأقل فوق الأرض.
ويشهد جنوب القطاع حالياً القتال الأعنف والتركيز الأكبر لحرب الإبادة الإسرائيلية التي خلفت حتى الآن قرابة 23 ألف شهيد فلسطيني، جلهم أطفال ونساء، وأكثر من 58 ألف مصاب، وسط دمار واسع النطاق في البنية المدنية والمشافي والجامعات والمساجد والكنائس.
وقال غالانت في إشارة إلى عمليات جيشه في الجنوب: “علينا أن نأخذ في الاعتبار العدد الهائل من المدنيين”، مضيفاً: “التكتيكات العسكرية ستحتاج إلى التعديل. سيستغرق الأمر بعض الوقت. لكننا لن نستسلم”.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن ضباط إسرائيليين قولهم إن المرحلة الأكثر حساسية من القتال ستكون على الأرجح حول رفح، وهي مدينة في غزة تقع على حدود القطاع مع مصر.
وحسب الصحيفة، تجري إسرائيل محادثات مع مصر بشأن السيطرة على تلك الحدود بزعم أن حماس تستخدمها لتهريب الأسلحة والأشخاص.
وفي السياق، قال غالانت إن حجم وشدة الهجوم الذي شنته حركة حماس على مستوطنات ومواقع عسكرية لجيش الاحتلال في “غلاف غزة” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، “هز بشدة إحساس الإسرائيليين بالأمن وغير بشكل عميق الطريقة التي ينظرون بها إلى العالم من حولهم”.
واعتبر غالانت في حديث للصحيفة أن الهجوم هو “الأكثر دموية بالنسبة للشعب اليهودي منذ عام 1945”.
وقتل نحو 1200 جندي ومستوطن إسرائيلي في الهجوم الذي جاء في ظل حكومة إسرائيلية يمينية تدعو لتكثيف الاستيطان والقضاء على حلم الدولة الفلسطينية، وقالت المقاومة إنه كان رداً على انتهاكات جيش الاحتلال والمستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والاعتداءات على المسجد الأقصى.
ولفت غالانت إلى أن هجوم حماس يمثل فشلا كبيرا في الردع، وقال إن المعلومات الاستخبارية تشير إلى أن قادة حماس لم يتوقعوا أن تقوم إسرائيل بعملية برية واسعة النطاق ردا على ذلك، مضيفا: “لم يأخذوا الأمر على محمل الجد، حتى عندما دخلنا لأول مرة”، وقال إن هدف إسرائيل النهائي هو “إقناع أعدائها بأن أي هجوم مستقبلي سيؤدي إلى عواقب وخيمة”.
جبهة لبنان
على الطرف الآخر، قال غالانت إن مصدر قلقه المباشر هو الحدود الشمالية مع لبنان، معتبراً أن “الأولوية ليست الدخول في حرب مع حزب الله”، لكنه قال: “يجب أن يتمكن ثمانون ألف شخص من العودة إلى منازلهم بأمان”، مشيراً إلى أنه إذا لم يتم التفاوض على اتفاق لجعل ذلك ممكناً، فإن إسرائيل لن تتراجع عن العمل العسكري.
وأضاف: “نحن على استعداد للتضحية. إنهم يرون ما يحدث في غزة. إنهم يعرفون أنه يمكننا النسخ واللصق إلى بيروت، العاصمة اللبنانية”.