صوت البلد للأنباء –
تواجه العديد من النساء والرجال صعوبة كبيرة في علاقاتهم عندما تتحول إلى علاقة تحكّم أو إساءة.
العنف المنزلي لا يقتصر على الضرب أو الاعتداء الجسدي، بل يشمل مجموعة من الأساليب النفسية والاقتصادية والاجتماعية التي تهدف إلى تقييد حرية الفرد واستنزافه عاطفيا.
ودوركِ كصديقة أو قريبة يمكن أن يكون فارقا كبيرا إذا تعاملتِ مع الموقف بحذر وحساسية.
حتى تتمكني من مساعدة شخص عزيز عليك يتعرض للتعنيف، تابعي هذه النصائح:
فهم التحكم القسري والعنف المنزلي
التحكم القسري هو استراتيجية يستخدمها المعتدي للسيطرة على شريكه، ويشمل العزلة، الإذلال، التحقير، السيطرة الاقتصادية، والاعتداء الجسدي. آثار هذه الأساليب تتراكم على الضحية؛ ما يؤدي إلى شعور بالضعف وفقدان الثقة بالنفس. المهم هو تذكّر أن هدف الدعم ليس التدخل المباشر، بل تمكين الضحية لاتخاذ قراراتها بنفسها واستعادة السيطرة على حياتها.
مواجهة العزلة
تبدأ العزلة غالبا بخنق الحياة الاجتماعية للضحية: منعها من لقاء الأصدقاء أو العائلة، التلاعب بالوقت أو الأعمال، ونشر الشائعات. يمكنك كصديقة أن تكسري هذه العزلة عن طريق الحفاظ على التواصل بطريقة آمنة وغير مهددة، مثل الرسائل النصية أو المكالمات القصيرة، وتشجيعها على المشاركة في أنشطة خارج المنزل. كل لحظة تقضيها بعيدا عن الرقابة تمنحها شعورا بالحرية.
مواجهة التلاعب العقلي
الغسل الدماغي أو التلاعب النفسي يجعل الضحية تشك في نفسها وواقعها. استمعي بتفهّم وأكدّي لها على وجهة نظرها، وتذكريها بالذكريات المشتركة التي تظهر هويتها الحقيقية قبل التعرض للإساءة. لا تحاولي توجيه النصائح بشكل مباشر، بل دعّمي شعورها بالقدرة على التمييز بين الواقع والتلاعب.
دعم احترام الذات ومواجهة الإذلال
الإذلال المستمر يقلل من احترام الضحية لذاتها. يمكنك دعمها عبر كلمات صادقة تذكرها بمواهبها ونجاحاتها وصفاتها الإيجابية، مع تجنّب أي نقد أو لوم. الهدف هو إعادة شعورها بالقيمة، وليس فرض قراراتك عليها.
مواجهة السيطرة الاقتصادية
في بعض الحالات، يتحكم المعتدي بالموارد المالية أو يمنع الضحية من العمل. ساعدي صديقتك عبر توفير الموارد أو توجيهها إلى الموارد المتاحة مثل المساعدة المالية، النقل، الرعاية للأطفال أو معلومات عن فرص العمل، مع الالتزام بالوعود الواقعية فقط. الهدف هو تمكينها تدريجيا من استعادة استقلالها.
التعامل مع التصرفات العاطفية المغرية
قد يستخدم المعتدي اللطف والمغازلة لإبقاء الضحية في العلاقة. استمعي لتجاربها دون تقليل من شأنها، وناقشي الملاحظات بهدوء إذا بدا الوقت مناسبًا، مع تشجيعها على متابعة ما تشعر به من تقلبات العلاقة لتفهم الأنماط المسيطرة.
مواجهة العنف الجسدي
في حالات العنف الجسدي، لاحظي علامات الخوف أو الإصابات بلطف، وامتنعي عن مواجهة المعتدي مباشرة. ناقشي مخاطر التصعيد، وأشيري إلى علامات الخطر الشديد مثل استخدام الأسلحة أو الاختناق. وفّري الدعم والمعلومات عن خطط الأمان، وركزي على تعزيز العلاقة والثقة معها قبل أي نقاش حول العنف المباشر.
مساعدة شخص في علاقة مسيئة تتطلب الصبر والحذر والوعي. دورك لا يكون بالتحكم في خياراته، بل بتمكينه، وإعادة بناء ثقته بنفسه، وكسر العزلة، ومساعدته على الوصول إلى موارد الدعم. كل خطوة صغيرة نحو الأمان والتمكين تعني فرقا كبيرا في حياة من تعتنين بهم.












