صوت البلد للأنباء –
واهمٌ من كان يعتقد أنّ كأس العرب مجرّد بطولة ودّية أو محطة تنشيطيّة واستعداديّة؛ فما شهدناه من ندّية وتنافس في الدور الأول وحده كفيلٌ بنقض كل تلك الأقوال. نحن أمام بطولة ممتعة، قوية، وتنافسية على أعلى مستوى، لا تخلو مبارياتها من الحماس، ولم تخلُ دقائقها من المفاجآت. كيف لا؟ فمنتخباتٌ وُصفت مسبقاً بالمرشّحة للمنافسة على اللقب غادرت من الباب الأول، بينما منتخباتٌ لم نكن نتوقّع أن تذهب بعيداً وجدت نفسها في حسابات المتأهلين إلى ربع النهائي في كأس العرب بالدوحة.
أبرز الملامح والملاحظات التي ميّزت الدور الأول من بطولة كأس العرب 2025.
كان دور المجموعات وفيراً بالأهداف، إذ سُجّل فيه 60 هدفاً في 24 مباراة بمعدل هدفين ونصف في كل مباراة، وهو رقم لا بأس فيه فيما إذا نظرنا إلى كون البطولة لا تضم جميع لاعبي الصف الأول في كل منتخب.
حقق اللاعب الأردني علي علوان لقب هداف دوري المجموعات لبطولة كأس العرب 2025 بتسجيله لثلاثة أهداف في ثلاث مباريات متتالية ضد كل من الإمارات، الكويت ومصر، وللمفارقة فقد سجل الأهداف الثلاثة من علامة الجزاء.
واصل اللاعب السعودي سالم الدوسري تألقه على مستوى صناعة الأهداف بصناعة 4 أهداف ضمن الدور الأول. يُعد الدوسري صانع الألعاب الأبرز في البطولة.
حقق المنتخب السوري لقب أفضل دفاع بالتساوي مع المغرب والجزائر بتلقيهم لهدف يتيم ضمن مرحلة المجموعات، ويتميّز المنتخب السوري على البقية باستقباله لـ 38 تسديدة على المرمى استقبل منها هدفاً وحيداً، وهي النقطة التي تحسب لحارسي
مصر والكويت.. لعنة العقد التاريخي
تبقى عقدة المنتخب المصري مستمرة بدون بطولة في آخر 15 عاماً (آخر بطولة كانت كأس أمم أفريقيا 2010)، وقد خرج الفراعنة من الدور الأول، في حين استمر السجل السيئ للمنتخب الكويتي بتحقيقه رقماً سلبياً تاريخياً بمشاركته في 9 نسخ وعدم تحقيقه لأي لقب. هذا الخروج المبكر لـ”عمالقة تقليديين” يؤكد أن خارطة الصراع الكروي العربي باتت ترسم من جديد.
النشامى بالزعامة
حقق المنتخب الأردني أفضل انطلاقة عربية في هذه البطولة بتحقيقه للعلامة الكاملة من ثلاث مباريات، وهي أفضل انطلاقة له في تاريخ مشاركاته ضمن هذه البطولة، هذا الإنجاز أتى بتشكيلة معظمها من اللاعبين المحليين الذين أثبتوا قدرتهم على المنافسة على مركز أساسي في بطولات لاحقة. لذا، لا نستغرب فعلاً إذا ما قرر المدرب جمال سلامي استدعاء لاعبين أثبتوا وجودهم مثل أحمد عرسان (الفيصلي) أو عامر جاموس (الوحدات) إلى استحقاقات قادمة أبرزها كأس العالم، نظراً لمردودهم العالي.
الفدائي.. إعجاز في وجه القسوة
حقق الفدائي (منتخب فلسطين) إنجازاً تاريخياً بعبوره للدور الثاني للمرة الأولى بتاريخه، ليأتي هذا التأهل كتعويض رمزي لرسم بسمة على وجوه الفلسطينيين في الداخل والخارج.
أكرم عفيف.. جفافٌ غير متوقع
اللاعب القطري أكرم عفيف، أفضل لاعب في آسيا، فاجأ الجميع بصيامه عن الأهداف والصناعة. رقم مفاجئ للاعب كنا ننتظر منه الكثير، وأداء مخيّب للآمال من بطل آسيا المنتخب القطري بشكل عام!
طابع بدني وخشونة: 61 بطاقة صفراء و9 بطاقات حمراء كانت حصيلة الدور الأول من البطولة، لم تخلُ البطولة من الندّية الشديدة والصراعات البدنية التي وصلت لحدّ الخشونة أحياناً.
مدرسة الشمال الأفريقي (الضغط والإيقاع)
اللعب المباشر والسريع، مع إتاحة المجال للمهارات الفردية الفائقة. هذا ما كان جلياً في منتخب الجزائر عندما برز اسم بولبينة وبنزيّة بمهاراتهم العالية وأيضاً مع المنتخب المغربي.
مدرسة الخليج (الاستحواذ والبناء)
أسلوب اللعب الذي اعتمد على البناء الهادئ من الخلف، والتركيز على اللعب القصير والتمرير والاستحواذ، كما هو الحال في منتخب الإمارات مع كوزمين والسعودية مع رينارد.
مدرسة بلاد الشام (الصلابة والالتزام)
امتازت بالتنظيم العالي والتمسك بالخطة التكتيكية الموضوعة من المدرب. والتركيز على الصلابة، القتالية والقوة البدنية كما هو الحال مع منتخبات الأردن وفلسطين وسوريا.












