صوت البلد للأنباء –
اندلعت اشتباكات مسلّحة، اليوم الأربعاء، بين قوات الاحتلال وعناصر من المقاومة شرقي رفح جنوبيّ قطاع غزة، ما أسفر عن إصابة أربعة جنود من جيش الاحتلال. ووفق الرواية الإسرائيلية، فإن إصابات الجنود ناتجة عن إطلاق قذيفة RPG باتجاه ناقلة جنود مدرّعة، وليس نتيجة تفجير عبوة ناسفة، كما ورد في تقديرات أولية صدرت عن مصادر عسكرية.
وتزامن الاشتباك مع تحليق مكثّف وقصف مدفعي إسرائيلي على تخوم مدينة رفح والمناطق الجنوبية لقطاع غزة، وسط تقديرات إسرائيلية بأن مقاتلين من حركة حماس حاولوا الخروج من أحد الأنفاق في المنطقة، واستهداف قوات الاحتلال.
بدأ الحدث، بحسب مصادر عسكرية إسرائيلية، برصد قوة من الجيش “شخصًا مغطّى ببطانية يركض في المنطقة ويدخل مبنى”. وقالت المصادر إن الجنود أجروا “مسحًا للمبنى دون الدخول إليه فعليًا”، ولم يُعثر على شيء.
وفي مرحلة لاحقة، أعلنت مصادر عسكرية أن الجنود رصدوا شخصين في منطقة تغطيها الأنقاض بمدينة رفح، مرجّحة أنهما خرجا من شبكة الأنفاق التي أقامتها حركة حماس في المنطقة.
ووفق الرواية الأولية، أطلق جنود الاحتلال النار باتجاههما وقتلوهما، قبل أن يتمكن مقاوم ثالث من الاقتراب من قوة إسرائيلية وتثبيت عبوة ناسفة على آلية مدرّعة من طراز “النمر” (نامير).
وبعد التحقيق الميداني الأولي الذي أجراه جيش الاحتلال تبيّن أن إصابات الجنود ناجمة عن إصابة الناقلة بقذيفة RPG، وأنه “لم تُنفّذ عملية تثبيت عبوة ناسفة على الناقلة”، بخلاف ما كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية ثقد تداولته.
وأفاد إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن المسلّح الذي أطلق القذيفة تمكن من العودة إلى داخل النفق قبل وصول تعزيزات إضافية؛ وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أنّ جيش الاحتلال وسّع نطاق عملياته بمشاركة طائرات مقاتلة ومروحيات هجومية.
وأوضحت التقارير الإسرائيلية أن الجيش يواصل عمليات الملاحقة في المنطقة، في محاولة لتعقب المقاتل الثالث الذي رُصد في بداية الحدث وهو “مغطّى ببطانية”، مؤكدة أن دائرة الملاحقة لم تُغلق بعد.
ونقلت القناة 12 عن مسؤول إسرائيلي قوله: “ننظر إلى الاشتباكات في رفح بخطورة كبيرة. لن نمرّ بصمت على محاولة استهداف جنود الجيش”.
بدوره، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي: “في وقت سابق اليوم (الأربعاء)، وخلال نشاط قوات سريّة غولاني شرقي رفح، واجهت القوات عددًا من المسلحين الذين خرجوا من نفق تحت أرضي في المنطقة”.
وجاء في البيان أنه “خلال الاشتباك، أُصيب مقاتل في سريّة غولاني بجروح خطيرة، كما أُصيب مقاتلان آخران من السريّة، بالإضافة إلى ضابط صف من فرقة غزة (143)، بجروح متوسطة الخطورة”.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه “أخلى المقاتلين لتلقي العلاج الطبي في المستشفى، وقد تم إبلاغ عائلاتهم”. وتابع أن قواته تنتشر في المنطقة “وفقًا لمقتضيات اتفاق وقف إطلاق النار، وستواصل العمل لإزالة أي تهديد فوري”.
من جانبه، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إنه يرسل تمنياته بالشفاء لجنود الجيش الذين أُصيبوا في الاشتباكات التي جرت اليوم في رفح، وذلك في بيان مقتضب صدر عن مكتبه، مساء الأربعاء.
واتهم نتنياهو حركة حماس بأنها “تواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار وتنفّذ عمليات إرهابية ضد قواتنا”، على حدّ تعبيره. وشدد على أنّ “سياسة إسرائيل واضحة: لن تتسامح مع أي مساس بجنود الجيش وستردّ وفقًا لذلك”.












