صوت البلد للأنباء –
أكد المدرب العراقي عدنان حمد أن النسخة الحادية عشرة من بطولة كأس العرب قطر 2025 ستكون استثنائية من جميع النواحي، سواء التنظيمية أو الجماهيرية والفنية، مبديًا أسفه لما وصل إليه الحال بالمنتخب العراقي خلال الفترة الماضية، مؤكدًا أن منتخب “أسود الرافدين” فقد هويته، وأضاع وقتًا ثمينًا تحت قيادة الإسباني خيسوس كاساس.
عدنان حمد الذي يملك مسيرة طويلة وطيبة درب خلالها منتخبات العراق والأردن والبحرين ولبنان، قال قبيل انطلاقة منافسات كأس العرب، تحدث فيه عن أن هذه البطولة العربية تحمل الكثير من المعاني والرسائل الخاصة منذ نشأتها.
وأشار إلى أن البطولة تغيرت كليًا، بدءًا من نسختها العاشرة التي عادت إلى الحياة على أرض الدوحة عام 2021، وشهدت اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم بها، حيث بات لها وقع خاص وطابع مختلف، وحظيت وستحظى بالمتابعة الجماهيرية الكبيرة والاهتمام الإعلامي منقطع النظير، إلى جانب قيمتها التنافسية العالية، في ظل مشاركة منتخبات من المشرق والمغرب، من دون أن تحيد عن رسائلها ومضامينها الأساسية بجمع الشعوب العربية، مؤكدًا أن النسخة المقبلة ستكون استثنائية ومن كافة النواحي.
عدنان حمد: أنا من بدأت تكوين منتخب الأردن الحالي
وشدد عدنان حمد المدرب الأسبق للمنتخب الأردني، على أن بدايات “النشامى” بثوبه التنافسي الجديد، والذي تمكن من التأهل لنهائيات كأس العالم 2026، كانت انطلاقته في النسخة الماضية من كأس العرب 2021.
وقال حمد الذي كان قاد الأردن في كأس العرب 2021: “البطولة الماضية كانت بداية بناء المنتخب الأردني الجديد بلاعبين جدد، فمن يتابع هذا المنتخب من الفنيين المتخصصين، سيدرك أن تلك التوليفة كانت نواة منتخب أردني قوي واصل حضوره المتميز، حيث وصل بعد ذلك إلى نهائي النسخة الماضية من كأس آسيا 2023 التي أقيمت في قطر، وكان أول منتخب عربي يبلغ مونديال 2026، إذ شهدت البطولة العربية قبل أربع سنوات مشاركة العديد من اللاعبين للمرة الأولى، حيث لم يكونوا قد ظهروا من قبل مع المنتخب على غرار يزن النعيمات والحارس يزيد أبو ليلى، وآخرين ممن أصبحوا الآن أعمدة المنتخب الأردني الذي حقق الإنجازات الأخيرة”.
أخشى على المنتخب الأردني من هذا الأمر
“ربما تراجع مستوى بعض اللاعبين في المنتخب الأردني في الآونة الأخيرة، وذلك لعديد الأسباب، منها الدوريات التي انتقل إليها بعضهم، وعدم مشاركة بعضهم بانتظام مع الأندية التي يلعبون لها خارجيًا، ناهيك عن أن بعض اللاعبين احترفوا في أندية لا تناسب منتخبًا متأهلًا إلى المونديال”.
وأكد: “لو كان الدوري الأردني قويًا بما يكفي ربما كان سيبقى بعض اللاعبين فيه، ولكن الجميع يدرك أن الدوري الأردني المحلي ليس بتلك القوة التي تجعله قادرًا على تجهيز اللاعبين بالشكل الأمثل، للمنافسة على المستوى الآسيوي أو المشاركة المرتقبة في المونديال، ولكن للأمانة ورغم كل تلك المعوقات، ما زال المنتخب الأردني محافظًا على هويته التي كسبها من التجارب الناجحة السابقة”.
المنتخب العراقي لا يملك الهوية المعروفة عنه
وأكد عدنان حمد الذي نال جائزة أفضل مدرب في آسيا عام 2004، بعد النتائج المميزة إبان قيادته منتخب “أسود الرافدين” في أولمبياد أثينا عام 2004، عندما حل رابعًا، وسبق وأن أشرف على تدريب المنتخب الوطني الأول، أن المنتخب العراقي لا يملك الهوية المعروفة عنه.
وقال حمد: “للأسف أضاع المنتخب العراقي فترة طويلة من الزمن رفقة المدرب الإسباني السابق كاساس، الذي لم يحسن التعامل مع دفة القيادة، ودأب على إجراء الكثير من التغييرات على مستوى العناصر، ما أفقد المنتخب الاستقرار، لأن كثرة التغييرات لا يمكن أن تبني فريقًا قويًا منسجمًا متفاهمًا”.
وأشار عدنان حمد إلى أنّ مستقبل المنتخب العراقي كان مرهونًا بشكل كبير بتجاوز الملحق الآسيوي، حيث انتعش بعد التأهل إلى الملحق العالمي من بوابة المنتخب الإماراتي، ما منحه فرصة جديدة للمضي خلف حلم بلوغ المونديال، بعد سنوات طويلة من آخر حضور في عام 1986.
وحول إمكانية مشاهدة مواجهة متجددة بين المنتخب العراقي والأردني اللذين دربهما سابقًا، أشار عدنان حمد: “نعم، ربما نشهد مواجهة جديدة في كأس العرب 2025، في حال حلّ أحدهما أولاً في مجموعته والآخر ثانيًا، لو حدث هذا الأمر ربما ستكون واحدة من أكثر المباريات جماهيرية ومتابعة في الدور ربع النهائي من البطولة، حيث ستعاد المباراة المثيرة التي جمعتهما في كأس آسيا 2023 على أرض الدوحة. مواجهات الأردن والعراق باتت إحدى الديربيات العربية المرتقبة، أو يمكن القول إنه الديربي الأبرز في بلاد الشام، بالتأكيد سيكون التنافس كبيرًا بينهما، بعد أن التقيا مرتين في التصفيات المونديالية الأخيرة”.












