صوت البلد للأنباء –
أصدرت المحكمة الاتحادية العليا في دولة الإمارات حكمًا نهائيًا ببراءة امرأة من تهمة ارتكاب جريمة من جرائم العنف الأسري، بعد أن قالت لزوجها عبر رسالة “واتس أب”: «ما برحمك والله»، معتبرة أن العبارة لا ترقى إلى التهديد المعاقب عليه قانونًا. لا دليل على التهديد أو القصد الجنائي
أكدت المحكمة في حيثيات قرارها أن أوراق الدعوى خلت من أي دليل يمكن التعويل عليه لإدانة المتهمة، وأن اللفظ المذكور لا يتضمن تهديدًا فعليًا يمكن أن يُفسَّر على أنه عنف أسري، خصوصًا أنه صدر في سياق خلافات زوجية، ولا يدل على نية الإيذاء أو الإضرار.
إلغاء الحكم وإعلان البراءة وبناءً على ذلك، ألغت المحكمة حكم الإدانة الصادر بحق الزوجة من محكمتي الدرجة الأولى والاستئناف، وقضت ببراءتها من التهمة المنسوبة إليها، مشيرة إلى أن تسبيب الأحكام يجب أن يكون واضحًا ومفصلًا، لا أن يُبنى على عبارات عامة أو اجتهادات لغوية لا تعكس نية التهديد.
تعريف العنف الأسري وفق القانون الإماراتي وأوضحت المحكمة أن العنف الأسري وفق المادة الرابعة من المرسوم بقانون رقم (13) لسنة 2024 يُقصد به: “كل فعل أو امتناع عن فعل أو قول أو تهديد بأيٍّ منها، أو إهمال أو استغلال جنسي أو اقتصادي، يرتكبه فرد من الأسرة ضد آخر، متجاوزًا ما له من سلطة أو وصاية، وينتج عنه أو يكون الهدف منه إلحاق ضرر جسدي أو نفسي أو جنسي أو اقتصادي.”
واستنادًا إلى ذلك، فإن العبارة التي قالتها الزوجة لا تشكل تهديدًا فعليًا أو نية إيقاع ضرر كما يشترط القانون. تفاصيل الدعوى النيابة العامة كانت قد أسندت إلى المرأة تهمة تهديد زوجها عبر رسالة “واتس أب”،
وطالبت بمعاقبتها بموجب قانون الحماية من العنف الأسري، فيما قضت محكمة أول درجة بإدانتها وإلزامها بحفظ جزء من القرآن الكريم ودورة تأهيل ضد العنف الأسري. لكن المتهمة طعنت بالحكم، مؤكدة أن العبارة لا تشكل تهديدًا ولا تتوافر فيها أركان الجريمة، وهو ما أيدته المحكمة العليا التي رأت أن القصد الجنائي غير متوافر وأن العبارة لا تحمل معنى التهديد المجرَّم قانونًا.












