صوت البلد للأنباء –
أظهرت دراسات علمية حديثة أن تأخير موعد النوم ولو لساعة واحدة فقط يمكن أن يؤدي إلى زيادة تراكم الدهون في الجسم، خصوصًا في منطقة البطن، كما يرفع خطر الإصابة بالسمنة على المدى الطويل.
وأكدت الأبحاث أن النوم المتأخر لا يؤثر فقط على عدد ساعات الراحة، بل يربك الساعة البيولوجية للجسم ويعطّل عملية الأيض (التمثيل الغذائي) المسؤولة عن حرق الدهون وتنظيم الشهية، حتى إذا حصل الشخص لاحقًا على ساعات نوم كافية.
وأوضحت دراسة نُشرت في المكتبة الوطنية الأمريكية للطب أن الأشخاص الذين ينامون بين 7 و8 ساعات يوميًا يتمتعون بمؤشر كتلة جسم أقل واحتمال أقل للإصابة بالسمنة، مقارنة بمن ينامون 5 إلى 6 ساعات فقط.
دراسة جامعة كاليفورنيا: كل ساعة تأخير ترفع دهون الجسم بنسبة 1.6%
في دراسة أخرى قادتها خبيرة التغذية إليزابيث أ. توماس من جامعة كاليفورنيا، نُشرت في مجلة Nutrients، تمت مراقبة 83 شخصًا بالغًا يعانون من زيادة في الوزن عبر أجهزة تتبع النشاط وسجلات غذائية دقيقة.
وتبيّن أن كل ساعة تأخير في النوم كانت ترتبط بزيادة نسبة الدهون في الجسم بمعدل 1.64%.
النوم المتأخر وقيلولة النهار يزيدان دهون البطن
وأشارت دراسة أوسع من جامعة هارفارد شملت أكثر من 137 ألف شخص من 26 دولة، إلى أن النوم بعد منتصف الليل يزيد خطر السمنة بنسبة 20% مقارنة بالنوم بين الثامنة والعاشرة مساءً. كما وُجد أن الأشخاص الذين ينامون بين الثانية والسادسة صباحًا أكثر عرضة لزيادة الوزن بنسبة تصل إلى 38%.
وأوضحت الدراسة أن النوم المتأخر يرتبط بزيادة محيط الخصر ليصل إلى 101 سنتيمتر للرجال و88 سنتيمتر للنساء، في حين رُبطت قيلولة النهار الطويلة بزيادة دهون البطن، خاصة لدى النساء.
السبب العلمي: خلل في الساعة البيولوجية وهرمونات الجوع
يُرجع الباحثون هذه النتائج إلى أن تأخر موعد النوم يؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية، مما يرفع مستويات هرمون الكورتيزول المسبب للتوتر وتراكم الدهون في منطقة البطن.
كما أن قلة النوم تُخفض مستوى هرمون الشبع (اللبتين) وتزيد من هرمون الجوع (الغريلين)، ما يجعل الشخص أكثر ميلاً لتناول الطعام، خصوصًا الأطعمة الغنية بالدهون والسكر.
ووفقًا لمجلة فوكوس الألمانية، فإن مركز المكافأة في الدماغ يصبح أكثر نشاطًا بعد قلة النوم، فيزيد التفاعل مع صور الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية مثل البيتزا والحلويات ورقائق البطاطس.
النوم المبكر مفتاح التوازن الصحي
أظهرت دراسات المتابعة أن المراهقين والشباب الذين ينامون مبكرًا يتمتعون بنسبة دهون أقل ويستهلكون أكثر من 500 سعرة حرارية إضافية في اليوم التالي بفضل زيادة النشاط والطاقة.
وبناءً على هذه النتائج، يؤكد الخبراء أن تنظيم موعد النوم لا يقل أهمية عن عدد ساعاته، وأن الذهاب إلى السرير في وقت مبكر يعد خطوة أساسية نحو الحفاظ على الوزن الصحي ومنع تراكم الدهون.












