صوت البلد للأنباء –
في البداية، الحب الجسدي غالبًا ما يبدأ بسرعة ويعتمد على الانجذاب الفوري.
الرجل في هذه الحالة ينجذب لجسدكِ أكثر مما ينجذب لشخصيتك، فيُظهر اهتمامًا مبالغًا فيه بجمالك، بملابسك، وباللقاءات التي تجمعكما في أجواء حميمية.
على سبيل المثال، قد يعبّر عن رغبته في رؤيتك أكثر مما يتحدث عن مستقبلكما، أو يتجنب الأسئلة التي تتعلق بعواطفه الحقيقية.
لذلك، إن لاحظتِ أنه يراكِ كوسيلة للمتعة أكثر من كيانٍ متكامل، فاعلمي أن العلاقة قائمة على الرغبة لا الحب.
أما الحب العاطفي فهو أكثر هدوءًا ونضجًا.
فيه لا يكتفي الرجل بلمسك، بل يسعى لفهمك، ويهتم بتفاصيلك اليومية، ويشارككِ مخاوفك وأحلامك.
تشير دراسات نفسية عديدة إلى أن الرجال الذين ينجذبون عاطفيًا إلى شريكاتهم يفرزون هرمون “الأوكسيتوسين” بنسبة أعلى، وهو نفسه الهرمون الذي يعزز الثقة والارتباط العميق.
وبالتالي، فالرجل العاطفي لا يحتاج إلى جسدكِ ليشعر بالانتماء إليك، بل يحتاج إلى قربكِ النفسي ودفء روحك.
من ناحية أخرى، لا يمكن إنكار أن الحب الجسدي والعاطفي يتكاملان أحيانًا، فحتى في العلاقات الحقيقية، يحتاج كل طرف إلى مزيج من الانجذاب والرعاية.
لكنّ المشكلة تظهر حين يختزل أحدهما العلاقة في الجسد فقط، متجاهلًا ما هو أعمق: التواصل، الأمان، والاحترام.
علاوة على ذلك، تشير الأبحاث إلى أن العلاقات المبنية فقط على الجنس تميل إلى الانطفاء خلال أشهر، بينما العلاقات التي تبدأ بالعاطفة تدوم لأنها تبني أساسًا من التفاهم قبل الشغف.
إذا كنتِ حائرة في معرفة نية من أمامك، لاحظي سلوكه بعد العلاقة الجسدية.
هل يقترب منكِ أكثر؟ هل يسألكِ كيف تشعرين؟ أم ينسحب تدريجيًا بعد إشباع رغبته؟
الرجل الذي يحبك بصدق لن يختفي بعد اللذة، بل سيبحث عنك ليطمئن إلى حالك، لأن الحب العاطفي لا يُروى من الجسد فقط، بل من حضور الروح.
بالإضافة إلى ذلك، انتبهي لكلماته.
الرجل العاطفي يتحدث عن “نحن”، بينما الجسدي يتحدث عن “أنا وأنتِ” في سياق الرغبة فقط.
الرجل العاطفي يرى فيك امتدادًا له، بينما الجسدي يراكِ لحظةً عابرة.
لذلك، لا تخطئي بين من يريد امتلاككِ ومن يريد احتواءكِ.
وفي النهاية، تذكّري أن التوازن بين الجسد والعاطفة هو مفتاح العلاقة الناضجة.
الحب لا يعيش على الرغبة وحدها، ولا يكتمل بالعاطفة وحدها، بل يحتاج إلى مزيج من الانجذاب والاهتمام الحقيقي.
الحب الجسدي والعاطفي وجهان لعلاقة صحية حين يلتقيان في النية الصادقة والرغبة في بناء مستقبل مشترك.












