صوت البلد للأنباء –
عمر عبدالرؤوف
مع انقضاء الأسابيع الأولى من العام الدراسي الجديد، عاد الجدل ليتجدد حول واقع المقاصف المدرسية وما تقدمه من أطعمة وأسعار، والتي يرى أولياء الأمور أنها أصبحت عبئًا ماليًا إضافيًا، خاصة في المدارس الخاصة
وبينما يفترض أن تكون هذه المقاصف، وخاصة في المدارس الخاصة، جزءًا من البيئة التعليمية الداعمة لصحة الطالب وراحته، يشكو الأهالي من تحولها إلى عبء مالي وصحي في آن واحد.
يقول عدد من أولياء أمور طلبة في مدارس خاصة، بحديثهم إن أسعار الوجبات في المقاصف أصبحت لا تتناسب مع قدراتهم المالية، إذ تباع وجبات جاهزة وأغذية بأسعار تفوق ما هو متوافر خارج المدرسة، ما يضطر الطالب أحيانًا إلى الامتناع عن الشراء كليًا، مشيرين إلى أن “مصاريف الطالب للشراء من المقصف المدرسي”،باتت توازي في بعض الأحيان كلفة مواصلات أبنائهم اليومية.
أحمد، وهو ولي أمر طالب في إحدى المدارس الخاصة، يقول إن المدرسة التي يدرس فيها ابنه تقدم وجبات “البرغر” للطلبة، والتي يتجاوز ثمنها 3 دنانير، معتبرًا أن ذلك سبب استياءً لدى الأهالي، حيث يعدونها غير مناسبة للبيئة التعليمية وتشكل عبئًا ماليًا يضاف إلى الأقساط المدرسية ومصاريف المواصلات؛ في المقابل، يبرر بعض القائمين على هذه المدارس بأن الطلبة يفضلون هذه الوجبات، وأنها تدر أرباحًا تساعد في تغطية نفقات التشغيل.
المدارس الحكومية: أرباح ضئيلة تعود للطلبة
من جانبه، أوضح مدير إحدى المدارس الحكومية أن المقاصف تعمل وفق تعليمات وزارة التربية والتعليم، مع وجود رقابة على نوعية الأطعمة، مؤكدًا أن التعليمات تشترط ألا تتجاوز نسبة الربح 25% من قيمة المشتريات، مع ضرورة تثبيت لوحة أسعار واضحة داخل المدرسة. وأضاف أن العوائد المالية تستخدم عادة لتغطية بعض النفقات المدرسية أو لدعم أنشطة الطلبة، حيث يوزع جزء منها على الطلبة بما يسمى “الأسهم المدرسية” وفق شروط تنص عليها تعليمات وزارة التربية والتعليم
المدارس الخاصة: دخل إضافي يتناسب مع الأقساط
أما مدير إحدى المدارس الخاصة، فاعتبر أن المقصف المدرسي يشكل دخلًا إضافيًا للمدرسة، مبينًا أن تحديد أسعار الوجبات يتم تقييمه بما يتناسب مع مستوى الأقساط المدرسية، بحيث يظل مقبولًا من غالبية أولياء الأمور.
أخصائية تغذية: أطعمة المقاصف ترفع نسب السمنة
بدورها، قالت أخصائية التغذية، الدكتورة مجد الخطيب، إن أغلب المقاصف المدرسية تفتقر إلى الخيارات الصحية، إذ تعتمد على شطائر مقلية عالية الدهون، ومشروبات غازية، وعصائر مليئة بالسكر.
وأوضحت أن هذه الأطعمة تُشبع الطالب مؤقتًا لكنها لا توفر له العناصر الغذائية اللازمة للتركيز والنشاط خلال اليوم الدراسي. وأضافت أن “السكريات تزيد من أوزان الأطفال وتؤدي إلى السمنة المبكرة، كما أن الدهون المشبعة تؤثر سلبًا على صحة الأسنان والعظام، والأخطر أنها تؤسس لعادات غذائية غير صحية ترافق الطفل حتى يكبر، ما يرفع نسب السمنة بين الأطفال في الأردن”.
وبينت الخطيب أن الأطعمة التي يجب منعها تمامًا في المقاصف تشمل الوجبات الغنية بالدهون المهدرجة مثل الشيبس والسكاكر والمكسرات المغطاة بالألوان الصناعية، لافتة إلى أنها “خالية من القيمة الغذائية وتحتوي على سعرات حرارية عالية تضر أكثر مما تنفع”.
وشددت على ضرورة وجود معايير واضحة تحدد ما يُباع في المقاصف، إلى جانب فرض عقوبات على المخالفين، وإطلاق برامج توعوية تبرز أهمية الغذاء الصحي وعلاقته بصحة الطفل، خاصة في ظل ارتفاع نسب السمنة بين الأطفال وما يترتب عليها من مشكلات مثل مقاومة الأنسولين وأعباء مادية على القطاع الصحي الوطني.
التربية رقابة وفق تعليمات الصحة والصناعة والتجارة
وفي ذات السياق أكدت وزارة التربية والتعليم، أنها تتابع ما يُباع في المقاصف المدرسية، وذلك وفق الشروط التي تضعها وزارة الصحة والتعليمات الناظمة بالتنسيق مع وزارة الصناعة والتجارة.
ويتفق الأهالي والمختصون على أن الحل يكمن في إعادة النظر بآلية إدارة المقاصف خاصة في المدارس غير الحكومية، بحيث تتحول إلى وسيلة تعليمية وصحية تدعم الطلبة، لا أن تبقى مجرد مشروع ربحي يثقل كاهل الأسر الأردنية.












