صوت البلد للأنباء –
أثارت إزالة الإشارة الضوئية من منتصف شارع الثلاثين (زاخو) في إربد منذ أيام قليلة، انتقادات كونها وضعت قبل عامين فقط كبديل لدوار كان قد استحدث بعد إزالة جزيرة وسطية، بهدف تحسين انسيابية المرور والحد من الازدحامات المرورية عند الدوار.
لكن لجنة البلدية الحالية أزالتها وأعادت الجزيرة الوسطية، أيضا بذريعة أفضليتها للانسيابية المرورية وإنهاء الازدحامات، وقالت، في بيان مقتضب، إنها باشرت بإيقاف العمل وإزالة الإشارة الضوئية الواقعة عند تقاطع شارع عمر المختار مع شارع الإمام مالك، وتم إغلاق الجزيرة الوسطية في التقاطع، مما سيتيح الحركة المرورية في شارع راحوب بالاتجاهين.
وكانت بلدية إربد الكبرى في عهد مجلس بلدي سابق، عدلت بناء على قرار اللجنة المرورية المختصة، مسار شارع “راحوب” المتقاطع مع شارع عمر المختار (إشارة زاخو)، بحيث أصبح الشارع باتجاه واحد فقط، ويسمح بالمرور للمركبات المتجهة غربا فقط، في حين تقرر منع حركة المركبات القادمة من الاتجاه المقابل والمتجهة نحو الإشارة الضوئية.
ويرى منتقدو إزالة الإشارة “أن الأمر يأتي في سياق القرارات الإدارية التي تتخذ وفق دراسات من المفترض أنها من قبل مختصين، لكن واقع الحال يشي بأن هناك خللا ما يحدث”، معتبرين “أن مثل هذا التضارب في القرارات والإجراءات يؤدي إلى استنزاف جهود العمال ودفع مصاريف إضافية، مما يتطلب العمل بشكل مؤسسي”.
وقالوا “إن التغييرات في مدينة إربد غير مبنية على التخطيط ولا الدراسات للوقوف على أسباب التعديلات السابقة التي تمت وتفاديها في أي تعديل يتم حاليا، وإن التعديلات التي تتم هي في المنظور القريب وليس لها بعد تنظيمي إستراتيجي لمدينة ومحافظة إربد على المدى البعيد”.
كما دعوا إلى “أن يكون التغيير ليس لأجل التغيير فقط وإبراز أن البلدية تعمل فقط، وإنما يكون لإيجاد حلول دائمة لكل تحد وبما فيه مصلحة المدينة والمواطن”.
“هدر المال والجهد”
ووفق المواطن محمد فاروق، فإن “البلدية في سنوات سابقة قامت ببناء دوار في أحد الشوارع، وبعدما انتهى عمل المجلس السابق قامت اللجنة بإزالة الدوار، وبعد عودة المجلس تم إنشاء الدوار”، مؤكدا “أن التخبط في اتخاذ القرارات أربك الحركة المرورية في شوارع إربد وأدى إلى هدر المال والجهد”.
وأكد “أن القرارات التي تصدر عن البلدية يجب أن تخضع لدراسات قبل المباشرة فيها حتى لا تكون عرضة للإزالة في المستقبل، فلجنة البلدية الحالية أزالت دوار حوارة بعد مضي سنوات على إنشائه بالرغم من إنشائه حسب تصريحات المسؤولين آنذاك للتخفيف من الأزمات المرورية والحد من التداخل المروري”.
أما المواطن حسين محمد، فدعا البلدية إلى “تحسين البنية التحتية لشوارع إربد وعمل خلطات إسفلتية بدلا من إزالة ما هو قائم”، مبينا “أن إزالة ما هو قائم سيؤدي إلى إرباك الحركة المرورية بعدما اعتاد المواطنون عليه منذ ما يقارب 3 سنوات، ناهيك عن التكلفة المالية وإضاعة الوقت لعمال البلدية”.
ولفت إلى “أن إعادة إغلاق الجزيرة الوسطية عند الإشارة الضوئية سيؤدي إلى زيادة الضغط على إشارة مخابز نبيل والسير القادم من دوار سال باتجاه الشرق وحتى حديقة تونس”، مؤكدا “أن شارع الثلاثين من الإشارة الضوئية الأولى وحتى نهاية الشارع بحاجة إلى إعادة دراسة مرورية لوجود أكثر من مطب وفتحة في الجزيرة الوسطية”.
المواطنة أم سامر، دعت البلدية إلى “تنظيم الشارع من جديد ومنع أصحاب المحال التجارية من الاعتداء على الأرصفة المحتلة بشكل كامل، إضافة إلى أن بعض الأرصفة لا تصلح للمشي عليها، مما يضطر المواطن إلى السير في الشارع مما يعرضه لحوادث دهس”.
“الفتحات تؤدي الغرض”
إلى ذلك، رحب عضو غرفة تجارة إربد وسيم المسعد، بإزالة إشارة زاخو، معتبرا أن الفتحات الالتفافية الموجودة على طول الشارع تؤدي الغرض، خصوصا أن الإشارة أدت إلى اختناقات مرورية في ظل وجود إشارة قريبة.
وكان رئيس بلدية إربد الكبرى السابق، المهندس نبيل الكوفحي، أكد في تصريحات صحفية أثناء تركيب الإشارة قبل عامين، أن الإشارة أنشئت بناء على دراسات كجزء من خطة شاملة لتخفيف الضغط المروري على إشارات أخرى، مثل إشارة الملكة نور، وتحسين تدفق الحركة المرورية في شارع الثلاثين، كما تساعد على توجيه جزء من الحركة نحو شارع المدرسة الشاملة شرقي المدينة، مما أسهم في تحسين انسيابية السير.
وشدد على أن فتح تقاطع زاخو من دون وجود الإشارة كان سيؤدي إلى خلق أزمة مرورية كبيرة، مشددا في الوقت ذاته، على أن الإشارة أسهمت بفعالية في تقليل الاختناقات وتحقيق انسيابية أفضل لحركة السيارات.
وأضاف الكوفحي أن إنشاء الإشارة جاء ضمن مشروع متكامل يشمل دوارا آخر على التقاطع قبل إشارة الشرق الذي تم إنشاء دوار مكانه، بهدف تحسين الحركة المرورية في محيط شارع الثلاثين.
وقال إن إشارة زاخو الضوئية تعمل بنظام ذكي يعتمد على حساسات مرورية تتفاعل مع حركة السير، موضحا أن الإشارة تعدل مدة الإشارة الخضراء تلقائيا بناء على كثافة المركبات على المسارب المختلفة، مما يساعد على تقليل الازدحام.
بدوره، قال الناطق الإعلامي باسم بلدية إربد الكبرى غيث التل “إن إزالة الإشارة جاء بناء على دراسات موثقة من جهات محايدة من مؤسسات المجتمع المحلي استندت إلى استبيانات وزعت على المواطنين”.
وأكد التل أن الإشارة الضوئية كانت محط شكوى للعديد من السائقين، مبينا أنه وبعد إزالة الإشارة أصبحت هناك انسيابية في حركة السير.












