صوت البلد للأنباء –
في ظل ازدياد الشكاوى من المواطنين حول حوادث عض ونهش في مناطق متفرقة من المملكة، حذرت أمانة عمّان من تزايد أعداد الكلاب الضالة، مشيرة إلى أن الأمر بات يتطلب تعاملاً علمياً على مستوى وطني، بعد أن تحولت هذه الظاهرة إلى مشكلة بيئية وصحية تهدد السلامة العامة.
وقالت المهندسة شتورة العدوان، المدير التنفيذي للرقابة الصحية والمهنية في أمانة عمان، إن الكلاب الضالة كانت على الدوام جزءًا من البيئة الأردنية وأسهمت في التوازن البيئي، لكن الارتفاع الكبير في أعدادها مؤخرًا فرض على الجهات المختصة ضرورة التعامل معها بطرق ممنهجة ومستدامة.
وأوضحت العدوان أن الأمانة بدأت منذ فترة بتطبيق برنامج ABC (الالتقاط، التعقيم، الإعادة) المعتمد عالميًا، والذي يقوم على جمع الكلاب من الأحياء السكنية ونقلها إلى مركز رعاية الحيوان، حيث يتم تعقيمها لمنع تكاثرها، وتطعيمها ضد مرض السعار، ثم إعادتها إلى المناطق التي أُخذت منها،
مؤكدة أن هذه الطريقة أثبتت فعاليتها في الحد من تكاثر الكلاب وتقليل مخاطرها. غير أن العدوان شددت على ضرورة تعميم هذا البرنامج على البلديات كافة، مشيرة إلى أن بعض البلديات تخلت عن الأساليب التقليدية المؤذية كالتسميم أو إطلاق النار، لكنها لم تتبنَ البدائل الحديثة بسبب ضعف الموارد أو غياب الكوادر المدربة.
وفي هذا السياق، وصف رئيس بلدية ناعور مزيد العجارمة المشكلة بأنها “مزعجة للغاية”، كاشفًا عن تسجيل 40 حالة عض في المراكز الصحية الواقعة ضمن حدود البلدية، مؤكداً أن البلدية مستعدة للتعامل مع هذه الظاهرة، لكنها تعاني من نقص الكوادر المتخصصة وتضطر أحيانًا إلى التعامل مع الكلاب بطرق عشوائية.
وطالب العجارمة أمانة عمان بتوفير برامج تدريبية ورفد البلديات بفرق مؤهلة. من جانبه، أكد الطبيب البيطري الدكتور رائد غرايبة أن إزالة الكلاب الضالة بشكل تام من أي منطقة غير مقبول بيئيًا، لأن الكلاب المعقمة والمطعّمة لا تشكل خطرًا على المواطنين، بل تسهم في ضبط التوازن البيئي. ودعا وزارة الزراعة إلى تحمل مسؤولياتها في هذا الملف، مشددًا على ضرورة تعقيم ما لا يقل عن 80% من الكلاب الضالة، وتفعيل دور المستشفيات البيطرية الحكومية. وبينما تتباين مواقف المؤسسات الرسمية وتتبادل المسؤوليات، يظل المواطن الحلقة الأضعف في ظل غياب خطة وطنية واضحة لمواجهة هذه الظاهرة المتنامية، وسط مخاوف من استمرار التهديدات الصحية المرتبطة بها، وضرورة التحرك العاجل لتوفير حلول واقعية مستندة إلى أسس علمية وصحية.