صوت البلد للأنباء –
تعيش جماهير الحسين إربد صدمة وحسرة كبيرتين، فما حدث مع فريقها يكاد لا يُصدق، فبعد أن وسع الفارق في الصدارة إلى 8 نقاط عن أقرب مطارديه، سرعان ما تراجع للمركز الثاني مع ختام الجولة العشرين من بطولة الدوري الأردني لكرة القدم.
ولم تستطع جماهير الملكي استيعاب هذا التراجع، فالأحداث جاء متسارعة، واللقب الذي كان برسم الحسم، ليصبح بلمح البصر أقرب للوحدات الذي خطف الصدارة وتقدم بفارق نقطة ثمينة.
ورغم كل ذلك، فإن فرصة الفريق الأصفر ما تزال قائمة في المحافظة على لقبه، لكن مصيره ما عاد بيده، ويمني النفس بأن يتعثر المتصدر في الجولتين المتبقيتين، كي يبقي على آماله في التتويج.
ونسلط الضوء في هذا التقرير على الأسباب التي قادت الحسين إربد لفقدان صدارة الترتيب، والتنازل عنها في الأمتار الأخيرة لمطارده السابق الوحدات.
مشكلات خفية داخل منظومة فريق الحسين إربد
لا يمكن لفريق يمتلك كل مقومات النجاح والتفوق أن يهدر هذا الكم الكبير من النقاط مصادفة، ولا يصح تحميل الإدارة الفنية كامل المسؤولية، فالأمر يبدو أبعد من ذلك، وقد يكون ثمة مشكلات وخفايا وأخطاء تم التستر عليها.
وفي وقت أهدر “الملكي” نقطتين فقط في مرحلة الذهاب بتعادله مع الصريح 2-2، كان في 9 مباريات من مرحلة الإياب يهدر 11 نقطة، إثر تعادله في 4 مباريات وخسارته أمام الوحدات، وهذا كاف أن يتنازل عن الصدارة، وهذا الإهدار الكبير يعد انهيارا وليس مجرد تراجع.
وربما تكون المشكلة في صعوبة ضبط اللاعبين، فمعظمهم نجوم يرفضون عدم المشاركة والجلوس على الدكة، وهذا من شأنه أن يحدث الخلافات بين اللاعبين أنفسهم مع الجهاز الفني، وليس أدل على ذلك من الخلاف الذي نشب بين المدرب السابق البرتغالي جواو موتا ومحمد أبو زريق “شرارة”.
ومن حق كل نجم أن يطالب المشاركة كأساسي في مباريات فريقه، وبما يضمن له المحافظة على مقعده مع منتخب النشامى، لكن في الوقت ذاته ينبغي الانصياع لرؤية المدرب واحترام خياراته.
توقيت حساس لإقالة الجهاز الفني
كان ينبغي على مجلس إدارة نادي الحسين إربد التعامل مع ملف الجهاز الفني لفريق كرة القدم بحكمة أكبر، فتغيير مدرب قبل نهاية بطولة الدوري بثلاث جولات فقط، كان من النوادر التي تحصل في عالم كرة القدم، وهو بكل تأكيد سلاح ذو حدين.
وربما وقع مجلس الإدارة في المحظور، فالتراجع بنتائج الفريق بدأ منذ مباراة السلط التي انتهت بالتعادل 1-1، ولو تم إنهاء عقد الجهاز الفني بعد هذه المباراة لربما كان الأمر مقبولًا، لكن مجلس الإدارة صبر على المدرب إلى ما بعد الخسارة أمام الوحدات 1-2، وهنا كان قد استنزف 9 نقاط.
وبما أن الحسين صبر على المدرب بعد هذا النزيف النقطي، كان من باب أولى الاجتماع معه ولفت نظره مع الإبقاء عليه حتى نهاية الدوري حفاظًا على الاستقرار، إلا أن القرار بإقالة المدرب في توقيت حساس ومهم، أربك الفريق واللاعبين بدليل التعادل مع الرمثا 1-1 بقيادة المدرب الجديد أحمد هايل.
انعدام الروح القتالية وغياب الرغبة في الفوز
عانى فريق الحسين إربد مع مضي الوقت من انعدام واضح بالروح القتالية، وغابت الرغبة والاندفاع نحو تحقيق الفوز، وهنا قد يكون النادي دفع ضريبة اعتماده الكلي على اللاعب الجاهز من الأندية الأخرى.
ويعود تراجع الروح القتالية إلى شعور اللاعبين مع نهاية مرحلة الذهاب، بأن حصول فريقهم على لقب الدوري مجرد مسألة وقت، وتحديدًا بعد أن وصل الفارق إلى 8 نقاط، ما انعكس في المحصلة على أدائهم داخل الملعب.
ولم يتنبه القائمون على النادي لخطورة هذا الأمر كثيرًا، رغم تعادل الفريق في 3 مواجهات متتالية واستنزاف 6 نقاط ثمينة، ذلك أن القائمين على الفريق أغمضوا بصرهم عن هذا التراجع الكبير، وبخاصة أن مطارده الوحدات كان يتعثر هو الآخر عندما تعادل مع شباب الأردن 1-1.
فوضى واضحة في الهجوم
كابد فريق الحسين إربد في المباريات الأخيرة فوضى عارمة في منظومته الهجومية، نظرًا لعدم الاستقرار على مهاجم صريح، ففي كل مباراة كان يحدث التغيير.
وانقلب السحر على الساحر، وتحولت النعمة إلى نقمة، فكثرة نجوم الفريق شكلت ضغطًا على الجهاز الفني، فانشغل في البحث عن مرضاة الجميع على حساب أداء الفريق وفاعليته الهجومية وخطط اللعب.
ورغم تصدر الحسين لبطولة الدوري لمراحل طويلة بفضل قوته الهجومية، إلا أن لاعبيه لم يستطيعوا المنافسة بقوة على لائحة الهدافين، والسبب عدم الاستقرار على مهاجم.
وفي كل مباراة، يظهر الفريق بمهاجم مختلف، فأحيانا يتم البدء بالسنغالي عبد العزيز انداي، أو عبد الله العطار، أو رزق بني هاني، وأحيانًا يتم الدفع بالبرازيلي رومانيلي، لكن في لقائه أمام الوحدات لعب من دون رأس حربة!












