صوت البلد للأنباء –
توعّد وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الأربعاء، الفلسطينيين في قطاع غزة بمزيد من الدمار والتهجير، إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وإزاحة حركة حماس عن الحكم، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه عزز انتشاره قواته في غزة وسيطر على محور “نيستاريم” لفصل شمالي القطاع عن جنوبه.
وقال كاتس، في رسالة مصورة موجهة إلى سكان غزة، في ما وصفه بـ”التحذير الأخير”، وقال إن “الهجوم الذي نفذته القوات الجوية الإسرائيلية ضد حماس كان مجرد الخطوة الأولى”.
وتابع “ما سيأتي سيكون أشد قسوة، وستدفعون الثمن بالكامل”، وأضاف “قريبًا، سيُستأنف إخلاء السكان من مناطق القتال.”
وهدد كاتس المدنيين في قطاع غزة قائلا: “إذا لم يتم الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين ولم يتم إزاحة حماس، فستواجهون قوة لم تعرفوها من قبل”.
الاحتلال يشرع بـ”عملية برية محدودة” في غزة لإنشاء “منطقة عازلة” بين شمالي وجنوبي القطاع (تصوير: الجيش الإسرائيلي)
ودعا كاتس الفلسطينيين في غزة إلى الامتثال لما وصفه بـ”نصيحة الرئيس الأميركي”، دونالد ترامب، من خلال تسليم الأسرى وإبعاد حماس، مقابل فتح “خيارات أخرى”.
ومن بين الخيارات التي طرحها كاتس طرح ترامب لتهجير الغزيين قسرا، وأشار إلى “إمكانية مغادرة القطاع إلى أماكن أخرى لمن يريد ذلك”. واختتم بالتحذير: “البديل هو الدمار الشامل”.
واعتبر أن “السينوار الأول (في إشارة إلى زعيم حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار)، دمّر غزة، والسينوار الثاني (القيادي في كتائب القسام، محمد) سيقودها إلى الخراب الكامل”.
الجيش الإسرائيلي يوسع انتشاره في غزة ويعزز الفصل بين الشمال والجنوب
جاء ذلك فيما أغلق جيش الاحتلال شارع “صلاح الدين” في منطقة محور “نيتساريم”، جنوب مدينة غزة، ومنع تحرك الغزيين باتجاه الشمال، فيما بقيت الحركة جنوبًا مفتوحة.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه “خلال الساعات الأخيرة، بدأت قوات الجيش تنفيذ عمليات برية مركزة في وسط وجنوب قطاع غزة، بهدف توسيع نطاق الأمن وإنشاء فصل جزئي بين شمال القطاع وجنوبه”
وأضاف أنه “في إطار هذه العمليات، سيطرت القوات وأعادت توسيع سيطرتها حتى وسط محور نيتساريم”، وتابع أنه بالتزامن مع ذلك “تقرر تمركز قوات لواء غولاني في المنطقة الجنوبية، لتكون في حالة جاهزية للعمل داخل القطاع”.
قوات الاحتلال تعزز انتشارها في قطاع غزة (تصوير: الجيش الإسرائيلي)
وقال مسؤول إسرائيلي، في إحاطة صحافية، إن سيطرة قوات الاحتلال على محور “نيتساريم”، جاء بعد “مغادرة الفرق الأميركية والمصرية التي كانت تجري عمليات التفتيش في المنطقة”، وذلك بعد تجدد حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
ولفتت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن جيش الاحتلال أقدم على الخطوة ذاتها في شارع الرشيد (الساحلي) غربي قطاع غزة، في مسعى لإعادة فصل شمالي القطاع عن جنوبه.
ووفقًا لتقرير، فإن هذه الخطوة تهدف إلى “زيادة الضغط على حماس والسكان في غزة، ومنع مرور مقاتلين من جنوب القطاع إلى شماله”.
وذكرت الصحيفة أن هذه الخطوة تأتي “بعد أن تمكن آلاف المسلحين من العبور إلى شمالي القطاع منذ انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور نيتساريم قبل نحو شهر ونصف”.
حماس: إغلاق طريق صلاح الدين انقلاب على الاتفاق وإمعان في الحصار
بدوره، قال الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، إن “إغلاق الاحتلال لطريق صلاح الدين يشكّل انقلابًا تامًا على الاتفاق وإمعانًا في حصار غزة وتشديد الخناق على سكانها”.
وأضاف القانوع أن “القطاع يتعرض لإبادة جماعية وحصار وتجويع، دون أي مراعاة للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية”، متهمًا إسرائيل بـ”تدمير الحياة في غزة بدعم أميركي وصمت دولي”، و”التنصل من الاتفاق الموقّع”.
وأشار إلى أن أي” مقترح يستند إلى الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية ووقف دائم للحرب هو محل نقاش وترحيب”، مؤكدًا أن “الحركة منفتحة على أي جهود تفضي إلى إنهاء الحرب وانسحاب الاحتلال من القطاع”.
وختم بالقول إن “استدامة الحرب لا تخدم سوى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ومستقبله السياسي، كما أنها تهدد حياة الأسرى في غزة”.