صوت البلد للأنباء –
ذكر خبراء عسكريون أن استخدام الجيش الإسرائيلي للأسلحة الأمريكية، بما في ذلك القنابل الثقيلة مثل “أم القنابل”، أسهم بشكل كبير في ارتفاع عدد الضحايا المدنيين بعد استئناف العمليات العسكرية في
وأكد الخبراء أن كثافة وقوة الضربات الجوية التي تعرض لها قطاع غزة عقب انهيار هدنة وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل لا يمكن أن تُنتج إلا باستخدام هذا النوع من الأسلحة.
وأوضحوا أن هذه القنابل الثقيلة، المعروفة بقدرتها التدميرية الهائلة، ساهمت في زيادة عدد الضحايا المدنيين في غزة بشكل ملحوظ.
في سياق متصل، أصدر دونالد ترامب وبعد توليه منصب الرئيس الأمريكي، تعليماته للبنتاغون بإنهاء التعليق الذي فرضته إدارة بايدن على إمدادات القنابل الثقيلة إلى إسرائيل.
وبعد إلغاء هذا التعليق، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على صفقة لبيع ذخائر ومجموعات توجيه إلى إسرائيل بقيمة تقدر بحوالي 6.75 مليارات دولار.
وشملت صفقة الأسلحة هذه نحو 1800 قنبلة للطائرات، بدأ تسليمها في 2025، بالإضافة إلى 3 آلاف صاروخ هيلفاير الذي من المقرر تسليمهم في عام 2028. وتندرج القنابل ضمن طراز “إم كيه 84” (Mark 84)، التي كانت مخزنة في الولايات المتحدة وتم إرسالها لاحقًا إلى إسرائيل.
من جانبه، قال الخبير العسكري العميد المتقاعد سعد البتراوي، في تصريح إن سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين في غزة لا يمكن أن يحدث إلا باستخدام القنابل الثقيلة الأمريكية الصنع، التي تم تزويد إسرائيل بها خلال فترة رئاسة ترامب.
وأضاف أن هذه القنابل قادرة على إحداث دمار واسع النطاق، ما يؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين بشكل كبير.
وتوقع البتراوي، في حال استمرت إسرائيل في استخدام هذا النوع من القنابل في هجماتها على قطاع غزة، أن يتواصل سقوط المزيد من الضحايا المدنيين، خاصة في ظل الدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل في صراعها.
من جانبه، أيد الخبير السياسي والعسكري محي الدين خير الله فرضية أن سقوط نحو ألف قتيل وجريح من المدنيين في قطاع غزة يعود بشكل رئيس إلى استخدام الطائرات الإسرائيلية لقنابل ثقيلة الوزن، مثل “أم القنابل”.
وأضاف خير الله في حديثه أن القنابل التي تستخدمها إسرائيل تُركِّز على استهداف التجمعات السكانية المدنية، وليس فقط البنى التحتية أو المباني السكنية، التي تعرضت للتدمير خلال الهجمات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة.
وأوضح خير الله أن استخدام سلاح الجو الإسرائيلي لهذه القنابل ذات القوة التدميرية العالية هو جزء من استراتيجيتها لزيادة الضغط على حركة حماس للموافقة على الاتفاقات والشروط التي تفرضها إسرائيل.
وأشار إلى أن الهدف من هذه الهجمات هو تحقيق أهداف عسكرية ودبلوماسية عبر التهديد المستمر بتصعيد الهجمات.
وتواصل الإدارة الأمريكية تزويد إسرائيل بأسلحة متقدمة لدعمها في الحرب المستمرة على جبهات متعددة، بما في ذلك الجبهة الإيرانية.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت، عبر المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في وقت سابق، عن نيتها تسليم إسرائيل أحد أقوى أنظمة الأسلحة غير النووية، والمعروفة باسم “قنابل GBU-43/B” (Massive Ordnance Air Blast bomb)، والتي تزن نحو 11 طنًا.
وهذه القنابل قادرة على تدمير المخابئ العميقة تحت الأرض، ما يعزز من قدرة إسرائيل على استهداف منشآت وأهداف استراتيجية محصنة.
وتبقى الأسلحة الأمريكية المتطورة جزءًا من السياسة الأمريكية المستمرة في دعم إسرائيل، وهو ما يثير تساؤلات دولية حول تأثير هذه الأسلحة في موازين الصراع في المنطقة، خاصة في ظل ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين في غزة.