صوت البلد للأنباء –
كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة لوند السويدية عن وجود ارتباط محتمل بين الوشوم وزيادة خطر الإصابة بسرطان الغدد اللمفاوية، وهو نوع من السرطانات التي تصيب الجهاز اللمفاوي. وأكد الباحثون على أهمية إجراء المزيد من الدراسات لفهم التأثيرات الصحية طويلة المدى للوشوم، ودورها في تحفيز استجابات جهاز المناعة.

وشملت الدراسة، التي نُشرت نتائجها مؤخراً، 11,905 شخصاً، بهدف استكشاف العلاقة بين الوشوم وصحة الجسم، مع التركيز بشكل خاص على سرطان الغدد اللمفاوية.

وقام الباحثون بمقارنة مجموعة من المصابين بالمرض مع مجموعة أخرى سليمة من نفس العمر والجنس، واستخدموا استبيانات لتحديد العوامل الحياتية التي قد تؤثر على النتائج، مثل التدخين والعمر.

وأظهرت النتائج أن 21% من المصابين بسرطان الغدد اللمفاوية لديهم وشوم، مقارنة بـ 18% في المجموعة السليمة. وبعد ضبط العوامل المؤثرة، مثل التدخين والعمر، تبين أن خطر الإصابة بالمرض يرتفع بنسبة 21% لدى الأشخاص الذين لديهم وشوم. ورغم أن سرطان الغدد اللمفاوية يُعتبر مرضاً نادراً نسبياً، إلا أن هذه النتائج تشير إلى اتجاهات تستحق المزيد من البحث والدراسة.

ومن الجدير بالذكر أن حجم الوشم، الذي كان يُعتقد سابقاً أنه قد يلعب دوراً في زيادة المخاطر، لم يُظهر تأثيراً مباشراً في نتائج الدراسة.

استجابة جهاز المناعة للوشوم
عند إجراء الوشم، يُحدث الحبر المستخدم استجابة مناعية في الجسم، حيث يتعامل جهاز المناعة معه كجسم غريب. وينتقل جزء من هذا الحبر إلى العقد اللمفاوية، حيث يتم تخزينه. ومع ذلك، لم تتمكن الدراسة من إثبات وجود علاقة سببية مباشرة بين الوشوم وسرطان الغدد اللمفاوية، مما يفتح الباب أمام مزيد من الأبحاث لفهم هذه الآلية بشكل أعمق.

توجهات بحثية مستقبلية
يركز فريق البحث حالياً على دراسة إمكانية ارتباط الوشوم بأنواع أخرى من السرطانات أو الأمراض الالتهابية، مع تسليط الضوء على تأثيرات الحبر المستخدم في الوشوم على الصحة العامة على المدى الطويل. وأكد الباحثون على ضرورة اتخاذ الوشوم كمجال بحثي مستمر، خاصة مع تزايد شعبيتها في مختلف الثقافات والمجتمعات حول العالم.

واختتمت الدراسة بالتأكيد على أهمية زيادة الوعي حول الآثار الصحية المحتملة للوشوم، ودعت إلى إجراء المزيد من الأبحاث لفهم تداعياتها بشكل أفضل، مما يساهم في تقديم توصيات أكثر دقة للأفراد الذين يفكرون في الحصول على وشوم.