صوت البلد للأنباء –
من جديد، يتكشف أمام الرأي العام الأردني ملف المعتقلين الأردنيين في السجون السورية، بعضهم قضى عقودًا طويلة، تصل إلى 30 و 40 عامًا، وبعضهم طلاب وآخرون كانوا في رحلات سياحية ولم يعودوا أبدًا إلى ديارهم.. السؤال الذي يفرض نفسه هنا: أين كانت وزارة الخارجية الأردنية وسفارتنا في دمشق من هذا الملف الحساس؟
من المؤسف أن نكتشف فجأة أن هناك عددًا كبيرًا من الأردنيين معتقلين في سوريا، في وقت كنا نظن أن وزارة الخارجية وسفاراتنا في الخارج تعمل دون كلل لحماية مواطنينا ومتابعة قضاياهم.. هل من المنطقي أن يظل هؤلاء في طي النسيان لعقود دون أي تحرك حقيقي أو جهود دبلوماسية فعالة لمعرفة مصيرهم؟
هؤلاء المعتقلون، ومعظمهم مظلومين، لم يحملوا السلاح ضد الدولة السورية، بل كانوا ضحايا للاشتباه أو الادعاءات الزائفة.. فما الذي منع المسؤولين الأردنيين من متابعة قضاياهم منذ البداية؟
في ظل الحديث عن قرابة 300 مفقود ومعتقل أردني في سوريا، يحق لنا أن نسأل: لماذا غابت الجهود الحقيقية لحل هذا الملف منذ سنواته الأولى؟ لو تم التحرك منذ البداية، لما تفاقمت الأمور إلى هذا الحد إن المسؤولية تقع على عاتق وزارة الخارجية، التي يجب أن تكون معنية بكل مواطن أردني، في الداخل والخارج كما تقع على عاتق السفارة الأردنية في دمشق، التي من المفترض أن تكون عين الأردن وصوت مواطنيها هناك.
ليس الهدف هنا توجيه اللوم للدولة السورية، بل أن ننظر إلى تقصيرنا الداخلي في متابعة شؤون مواطنينا إذا كان هناك من يظلم في الخارج، فمن واجبنا كدولة أن نكون صوتهم ونطالب بحقوقهم.
نوجه اليوم نداءً لوزارة الخارجية الأردنية وللحكومة بضرورة التحرك الفوري لمعالجة هذا الملف بكل جدية إن الوقت قد حان لنعمل على إيجاد المعتقلين الأردنيين وإعادتهم إلى وطنهم، وتقديم الإجابات للعائلات التي تنتظر سنوات طويلة لمعرفة مصير أحبائهم.
المسؤولية الوطنية والدبلوماسية ليست خيارًا، بل واجب يجب على الجميع الالتزام به فالمواطن الأردني، سواء كان في الداخل أو الخارج، يستحق أن يشعر بأن دولته تقف إلى جانبه في كل الظروف، وهنا يجب محاسبة كل الذين تولوا مهام المسؤولية والإدارة والوزارة في الخارجية، التي كانت بالنسبة لهم مجرد رحلات وسفر وإقامة ولوحة دبلوماسية.. أما الأردنيون، فهم لا يعنون لهم شيئًا وليس لهم أي قيمة والحمد لله الذي جعل سجن صيدنايا يكشف مرض الخارجية، التي تتباكى اليوم على شيء كانت تعلم به، ولكنها أصابها الصمم والطرم، وبقيت تزور دمشق وتحتفل بكل المناسبات السورية دون أن تزور سجينًا واحدًا من هؤلاء الذين عادوا بلا أعضاء وبلا ذاكرة فهم بحاجة إلى “سوفت وير” يعيد لهم ما تبقى من الحياة التي انتهت بالنسبة لهم من اليوم الأول في هذا السجن، الذي يجب أن يشعرنا بالعار جميعًا.