صوت البلد للأنباء –
جميعنا نعلم من هو الفيصلي أو الزعيم كما هو متعارف عليع محلياً وقارياً، وكلنا نعلم صخب جماهيره التي كانت تملأ المدرجات وتصدح بالأهازيج خلف فريقها فرحاً بانجازاته، لكنها اليوم وأقصد المدرجات، تتحول إلى ساحة غضب ومطالبات باسقاط الادارة.
الزعيم الذي كان يعلو القمم ويتربع على عرش الكرة الأردنية، يجد نفسه اليوم في مواجهة شبح السقوط، مع استمرار نزيف النقاط في دوري المحترفين ونتائج كارثية تهدد مستقبله، وجماهيره التي كانت ملاذاً للفريق، باتت اليوم خصماً شرساً للإدارة التي لا تزال متمسكة بمقاعدها، على الرغم من تهاوي الفريق وتدهور نتائجه، وبعض اللاعبين الذين لا يستحقون لبس الكلر بحسب ما هتفت به في مباراة الفريق الأخيرة أمام الصريح والتي انتهت بالتعادل.
انطلاق الشرارة
بدأت الاحتجاجات في المدرجات، وأصبح الصوت العارم من ألتراس الفيصلي واضحاً، لا تراجع ولا مهادنة “رحيل الإدارة أو الانفجار في المدرجات”، وفي الوقت الذي كان فيه الأمل الوحيد يتمثل في تغيير القيادة الفنية بتعيين المدرب جمال أبو عابد، جاء التعيين كحل مؤقت لا يلبي طموحات الجماهير دون لاعبين على مستوى عالِ، بل هو مجرد مسكن لأزمة ضربت وتغللت في جسد الزعيم.
لكن المشكلة الأساسية تكمن في غياب الإدارة القوية التي تتخذ القرارات المصيرية بحسب الجماهير، لتترك الفريق يعاني في صمت، بينما الجماهير تذوب من الغضب، لنكون على موعد مع حرب جديدة تخاض، لكن هذه المرة ليس على أرض الملعب، بل في قلب إدارة النادي وبين صفوف الجماهير الثائرة.
الأتراس يعلن الحرب.. والرابطة تدخل على الخط
بدأت شرارة الغضب عقب سلسلة من النتائج المخيبة في دوري المحترفين الأردني ودرع الاتحاد، كان آخرها التعادل أمام الجزيرة والصريح، والخسارة أمام الحسين إربد وبعدها العودة والتعادل مع الصريح قبل يومين، لتخرج الجماهيرالتي لم تعد تحتمل مزيدا من الإخفاقات عن صمتها، حيث تصدر ألتراس الفيصلي المشهد ببيان شديد اللهجة، جاء فيه: “دقت ساعة التغيير… النادي في قبضة الجماهير”.
ولم يتوقف الأمر عند البيان، فقد اتخذ الألتراس خطوات تصعيدية بوسم أبواب ومرافق النادي بعبارات تصف الإدارة بالتخاذل وتطالبهم بالرحيل، مؤكدين أن الجماهير هي المالكة الحقيقية للنادي، وأن الإدارة الحالية أصبحت عائقا في طريق استعادة الأمجاد.
وتزامناً مع بيان الألتراس، أعلنت رابطة مشجعي الفيصلي قرارها بمقاطعة المدرجات، وقالت في بيانها إن سوء النتائج يعود بشكل مباشر إلى مجلس الإدارة الذي يضم شخصيات “لا تقدر مكانة الفريق وتاريخه”، لتأتي هذه المقاطعة في وقت حساس، إذ يواجه الفريق خطر التراجع في ظل هبوط 4 أندية هذا الموسم، ما يجعل الوضع أكثر تعقيدا.
ادارة متشبثة وحلول غائبة
ورغم هذا الضغط الهائل، لم تستجب الإدارة لنداءات الرحيل، بل حاولت تهدئة الأجواء وعينت في وقت سابق المدرب الوطني جمال أبو عابد، الذي يحظى باحترام كبير في الأوساط الرياضية، لكن الخطوة قوبلت برفض واسع من الجماهير، التي اعتبرتها مجرد “تخدير موضعي” ومحاولة لشراء الوقت دون معالجة الأزمة الحقيقية.
النادي الفيصلي، الذي لطالما كان رمزاً للاستقرار والإنجاز، بات اليوم يعاني من مشاكل مالية وإدارية عميقة، وأخطاء في التعاقدات وغياب الانسجام بين اللاعبين وتأخر في دفع الرواتب، مما أدى لتراجع الفريق بشكل غير مسبوق، حتى أن رئيس النادي، “سعادة العين” نضال الحديد، وجد نفسه هدفاً رئيسياً في مرمى نيران الجماهير، بعدما شوهد وهو يغادر المباريات قبل نهايتها، خوفا من ردة الفعل الغاضبة.
التغيير أو التصعيد
الأيام القادمة قد تكون حاسمة في تاريخ الفيصلي فإما أن تستجيب الإدارة لضغوط الجماهير وتعلن استقالتها، أو أن نشهد تصعيدا أكبر من الألتراس والرابطة، الذين توعدوا بـ”الضرب بيد من حديد”، لأن الزعيم اليوم يقف عند مفترق طرق فإما أن ينهض مجدداً ليعود إلى منصات التتويج، أو أن يغرق أكثر في دوامة الفوضى والانقسام.