صوت البلد للأنباء –
وقّعت عشرات الشخصيات العربية رسالة مفتوحة إلى وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي؛ تطالبه بالاعتذار عن تصريحاته التي قلل بها من شأن جرائم الإبادة في قطاع غزة.
وقد جاءت الرسالة بمبادرة من ملتقى العرب في بريطانيا، مساء أمس الثلاثاء الـ 29 من تشرين الأول/ أكتوبر 2024.
ودعا الموقعون على الرسالة، الحكومة البريطانية والقادة الدوليين إلى اتخاذ موقف حاسم لدعم القانون الدولي، وتحقيق العدالة، وضمان حماية الشعب الفلسطيني في هذا الظرف الحرج.
وجاء في الرسالة التي حملت عنوان “بيان رسمي من قادة الجالية العربية البريطانية في المملكة المتحدة بخصوص تصريحات وزير الخارجية ديفيد لامي بشأن غزة”: “بصفتنا ممثلين عن الجالية العربية البريطانية في المملكة المتحدة، نعرب عن إدانتنا الشديدة لتصريحات وزير الخارجية ديفيد لامي الأخيرة، التي تنكر وصف ما يجري في غزة بالإبادة الجماعية، رغم حجم الدمار الهائل الذي يتعرض له المدنيون هناك”.
وأكدت الرسالة أن “تصريحات السيد لامي لا تستخف بخطورة الأوضاع فقط، بل تتجاهل المعايير الدولية للقانون الدولي، التي تصف الأعمال المنهجية لتدمير واستهداف المدنيين وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية كعلامات واضحة على نية الإبادة الجماعية”.
وأشارت الرسالة إلى أن “تصريحات لامي تقلل من شأن الفظائع الموثقة من جهات موثوقة، مثل المقررة الخاصة للأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيز، التي أكدت في تقاريرها وجود أعمال ترتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية، إضافة إلى أن منظمات دولية عديدة أدانت إسرائيل مرارًا ووصفت أفعالها بأنها تحمل صبغة الإبادة الجماعية”.
وشدد الموقعون على الرسالة على أن “إخفاق وزير الخارجية في الاعتراف بحجم انتهاكات حقوق الإنسان في غزة أمر مخيب للآمال، ولا سيما في وقت وصلت فيه معاناة المدنيين إلى مستويات غير مسبوقة”.
وشددت الرسالة على أنه “وبتجاهل هذه الحقائق المؤلمة، تُسهِم تصريحات السيد لامي في التغطية على حجم الفظائع المستمرة، وتُسهِم ـ عن قصد أو غير قصد ـ في تبرير انتهاكات المعايير الدولية لحقوق الإنسان. نطالب السيد لامي بالتراجع الفوري عن تصريحاته، والاعتراف بالمأساة الحقيقية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ودعم الجهود الدولية لمحاسبة إسرائيل”.
وأول من أمس الاثنين، حث النائب المحافظ المعارض نيك تيموثي وزير الخارجية لامي أثناء حضوره في البرلمان على توضيح أنه “لا توجد إبادة جماعية تحدث في الشرق الأوسط”، مضيفًا أن المصطلحات مثل “الإبادة الجماعية” في إشارة إلى غزة “غير مناسبة” و”يكررها المتظاهرون ومخالفو القانون”.
وقال لامي ردًا على ذلك: “هذه، بشكل صحيح تمامًا، مصطلحات قانونية يجب أن تحددها المحاكم الدولية”.
وأضاف لامي قائلاً: “إنني أتفق مع السيد المحترم [تيموثي]. لقد استُخدمت هذه المصطلحات على نطاق واسع عندما فقد الملايين من الناس حياتهم في أزمات مثل رواندا، والحرب العالمية الثانية، والمحرقة، والطريقة التي تُستخدم بها الآن تقوض جدية هذا المصطلح”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي مطلق حرب “إبادة جماعية” على غزة، أسفرت عن أكثر من 144 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي عربية في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب الـ1967 وعاصمتها القدس الشرقية.












