صوت البلد للأنباء –
أكدت الأميرة بسمة بنت طلال، الرئيسة الفخرية لمركز الإعلاميات العربيات، أهمية دور الإعلام بمختلف أشكاله، والمسؤولية المهنية والأخلاقية التي يتحملها العاملون فيه في نقل وكشف حقيقة ما يجري على أرض غزة وفلسطين، باعتباره الضامن الحقيقي لمنع التضليل والتشويش عن جمهور المتلقين.
وقالت سموها، خلال رعايتها اليوم الاثنين، المؤتمر التاسع عشر للمركز تحت شعار “فرسان الحقيقة”، إن الأحداث التي شهدها قطاع غزة والضفة الغربية على مدار عام كامل وما صاحبها من جرائم وممارسات، كانت كفيلة لكشف حقيقة التضليل التي تعمدت ممارستها الكثير من وسائل الإعلام العالمية الكبرى فابتعدت في تغطيتها عن الحيادية والموضوعية والمهنية، متناسية أن هناك أرضا مغتصبة وشعبا هجّر من أرضه ومحاولات لطمس هويته وتصفية قضيته العادلة.
وأشادت سموها بالدور الذي يقوم به الصحافيون من أبناء قطاع غزة والضفة الغربية في نقل الحقيقة، بعد أن أصبحوا مصدرا موثوقا لنقل الحقيقة بالصوت والصورة ومن تحت الأنقاض ومن بين الركام حول معاناة الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من إبادة جماعية وعقاب متعدد الأشكال، في مواجهة غير متكافئة مع الإعلام المنحاز في معركة مصيريه هدفها والتحدي الأكبر أمامها هو الحفاظ على السَّردية الفلسطينية الحقيقية والواقعية وحمايتها من التزييف والتشويه.
وأشادت سموها بالتضحيات التي يقدمها الصحافيون الفلسطينيون، لمواصلة القيام بعملهم بأبسط الوسائل المتاحة، وعدم الاستسلام لكل ما يمارس ضدهم من تضييق واستهداف، مشيرة في هذا الإطار إلى التحذيرات المتكررة لمنظمة “مراسلون بلا حدود” من عدم جدية المجتمع الدولي في فرض مبادئ حماية الصحفيين، وصنفت الأرضي الفلسطينية من المناطق الأكثر دموية للصحافيين حول العالم.
من جانبها، قالت رئيسة مركز الإعلاميات العربيات محاسن الإمام، إن انعقاد المؤتمر يتزامن مع مرور عام على الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة والضفة الغربية، والإنكار المستمر والانتهاكات لأبسط حقوق الشعب الفلسطيني، وما يتعرض له في غزة من إبادة جماعية وتهجير وتجويع، وقتل للنساء والأطفال والإعلاميين وتدمير للبيوت والمرافق الخدمية والبنية التحية في حرب شرسة لا يعترف من يقف خلفها بالقوانين الدولية والشرائع الإنسانية.
وأكدت الإمام أن الإنسان الفلسطيني، رغم كل هذا الألم والوجع، يصبح أكثر إصرارا على التمسك بحقوقه وأرضه والدفاع عنها، مبينة أن هذا المؤتمر يعد مناسبة للاعتراف بجهود ودور الإعلاميين الفلسطينيين وفرسان الكلمة في غزة والضفة الغربية وما ينقلونه لنا وللعالم من أوجاع والآم وقتل وتشريد.
بدورها، قالت ضيفة الشرف على المؤتمر، رئيسة لجنة الحريات الصحفية ولجنة المرأة ونائب رئيس اتحاد الصحفيين في الجمهورية العربية السورية رائدة وقاف، إن المؤتمر يعقد في مرحلة بلغ فيها الفتك بالصحفيين والصحفيات مستوى غير مسبوق في جريمة قرن هزت وما زالت ضمير العالم الحر، ويتعرض فيها الصحفيون في غزة والضفة الغربية للقتل والاستهداف والمنع من ممارسة مهنتهم، والحق في الحصول على المعلومة وسط تجاهل كامل لقوانين حماية الصحفيين وازدواجية المعايير الدولية.
وأكدت أن الصحفيين من فرسان الحقيقة والكلمة كانوا هدفا لإجرام إسرائيل وآلة حربها واستهدافها الممنهج، بعد أن استشعروا ما يخططه الاحتلال الإسرائيلي من طمس للهوية والمعالم، وتصفية للقضية الفلسطينية، ليكتبوا رسائلهم بالدم دفاعا عن الحقيقة وقضيتهم العادلة.
وطالبت وقاف، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته من أجل الحفاظ على حرية الصحافة والتعبير وضمان التغطية الإعلامية للصحفيين في غزة والضفة الغربية.
وعرض خلال المؤتمر فيلم بعنوان” ناجيات من رماد” من إخراج منسقة وحدة النوع الاجتماعي في مركز تطوير الإعلام بجامعة بيرزيت، ناهد أبو طعيمة، تناول معاناة العزيين منذ بدء الحرب على غزة، وما يتعرضون له من قتل وتشريد ممنهج.
ويناقش المؤتمر على مدى يومين عددا من أوراق العمل تتضمن عناوين تشمل المواثيق الدولية وحرية الصحفيين في مناطق النزاع، والتحديات المعاصرة في الحملات الإعلامية، وتأثير اللغة العربية وأهميتها في وعي الصحفيين في نقل الحدث، واستخدام الإعلام في الترويج للإشاعات والتقارير المفبركة، ودور الإعلام الرقمي في إيجاد حلول للمنطقة العربية في المستقبل، ودور الإعلام في قضايا الإصلاح السياسي في العالم العربي.