صوت البلد للأنباء –
تشير دراستان حديثتان من منظمة الصحة العالمية إلى مخاطر شرب الكحول على الصحة. الدراسة الأولى تكشف أن استهلاك الكحول يساهم في وفاة أكثر من 2.6 مليون شخص سنويًا، بينما تؤكد الأخرى أنه لا يوجد مستوى آمن لتناول الكحول فيما يتعلق بالصحة.
هذا التحول في الفهم يتعارض مع الاعتقادات التقليدية السابقة التي كانت تشجع على استهلاك كميات معتدلة من الكحول، مثل كأس من النبيذ الأحمر يوميًا.
وتعليقًا على هذا التطور، قالت الباحثة إيمي كونروي من جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو: “الأبحاث تتطور باستمرار، والآن نرى دراسات جديدة تربط الكحول بأمراض القلب والسرطان بطرق لم تكن واضحة سابقًا”.
وتأتي هذه البيانات الجديدة في وقت يشهد فيه نمط استهلاك الكحول تغييرات بطيئة ولكن ثابتة على مستوى البلاد، خصوصًا بين الفئات الأصغر سنًا، حيث تراجع معدل تناول الكحول بينهم على مدى العقدين الماضيين.
وفي الوقت الذي يتراجع فيه عدد الأشخاص الذين يستهلكون الكحول، يزداد عدد الشركات التي تقدم بدائل غير كحولية. وأوضحت كارلي هال، مديرة متجر “ذا نيو بار” في سان فرانسيسكو، أن المتجر الذي يبيع فقط منتجات خالية من الكحول يشهد نموًا سريعًا بفضل قاعدة عملائه المخلصين.
وأضافت: “في الأيام العادية، يفضل الكثيرون عدم شرب الكحول أو لا يستطيعون ذلك، لذا يبحثون عن خيارات بديلة غير الماء”.
وحتى المطاعم المحلية بدأت في إضافة قوائم مشروبات غير كحولية إلى جانب مشروباتها التقليدية. وأشارت دانا كاتزاكيان، المديرة التنفيذية لمطعم “كوبرا”، إلى أن المطعم يخطط لمضاعفة عدد المشروبات غير الكحولية المقدمة.
ورغم الأبحاث العلمية الجديدة، لا تزال المخاطر تختلف من شخص لآخر، إذ قال كونروي: “بالنسبة لمن يشربون باعتدال ويتمتعون بصحة جيدة، ينبغي مراعاة هذه العوامل عند تقييم المخاطر”.
لكن بغض النظر عما إذا كنت تتناول الكحول أم لا، يبدو أن الخيارات غير الكحولية ستبقى متاحة ومستدامة.