صوت البلد للأنباء –
يقدم الكثير من الشباب، اليوم، الأولويات بحسب الظروف. فما خططه بالأمس، قد يتخلى عنه اليوم، نتيجة لظرف جديد، حتى ولو كان هذا على حساب الأخلاق أو المبادئ. وهو، ما نراه اليوم في المجتمع، حينما أصبح بعض الشباب يتخلون عن خطيبتهم، بمجرد الحصول على تأشيرة إلى أوروبا.. مجرد تأشيرة، وليست منصب عمل قار، أو وضعية مستقرة. هو فقط توقيع من إحدى القنصليات في الجزائر، للدخول إلى تراب هذه الدولة الأجنبية.
الغريب، أن الواحد من هؤلاء الشباب لا يجد حرجا في أن يتصل بخطيبته ببرودة دم، فيخبرها بأنه يجب الانفصال عنها، لأنه تحصل على تأشيرة إلى الخارج. ويضرب بذلك تلك العشرة التي كانت بينهما عرض الحائط. وربما، تصل إلى سنوات عديدة، ليضعها بذلك، في حرج مع عائلتها، وكل المحيطين بها. ففي الوقت الذي كان يُنتظر زواجها، حدث العكس، وانفصلت عن هذا الذي خير بينها وبين التأشيرة إلى الخارج، فاختار الهرب، إن صح القول.
السؤال الذي نطرحه في مثل هذه المواقف: ماذا يكون رد فعله هو، لو حدث هذا مع أهله، وربما مع أخته، حينما يتصل بها خطيبها ويخبرها بأنه قرر الانفصال عنها، لأن بلدا أوروبيا سمح له بالدخول إليه، عبر تأشيرة صلاحيتها محدودة.
وقعت الكثير من الفتيات في مثل هذه المواقف، وكان ردهن واحدا، وهو: ” نوكل ربي عليه”، لأنه لم يسخر منها فحسب، بل سخر من عائلتها بأكملها. والسبب، الحصول على تأشيرة إلى الخارج، وكأنه يخبرها بطريقة غير مباشرة، بأنها تليق كزوجة له هنا في الجزائر، لكنها لا تليق أن تكون له زوجة في الخارج.. وهو أمر غير طبيعي.
الغريب، أن الكثير من الشباب، طيلة خطوبتهم، التي قد تصل إلى سنوات عديدة، لم يخبروا خطيباتهم بأنهم يريدون الهجرة من هذا الوطن. وكان من الواجب أن يخبرها عن مشاريع حياته معها. أي، إنه كان يخطط مع نفسه، فإن تحصل على هذه التأشيرة، فسوف يهاجر، ويتركها وراءه، وإن لم يتحصل عليها، يكمل خطبتها لها.
الحقيقة، أنه أمر محزن، أن يتخلى الواحد منا عن خطيبته بتلك البساطة، بعدما كانت تحضر كل ما تريده لإعمار بيتها معه، وربما تركت الكثير من الأشياء من أجله، وضحت بالعديد من الأمور من أجل إنجاح هذه العلاقة، حتى ولو كانت على حساب شخصها. في المقابل، كان هو يسعى بكل الطرق للحصول على التأشيرة والهرب من هذا الوطن. وحينما تحقق له ذلك، اتصل بها ببرودة أو أرسل إليها رسالة نصية، يقول لها فيها: “ما بقاش مكتوب بيني وبينك.. وراني رايح من هذي البلاد”.. وكأنها كانت لعبة بين يديه، وحتى اللعب لا يمكن لنا أن نتخلى عنها بهذه الطريقة الفجة