صوت البلد للأنباء –
تحولت جثامين شهداء فلسطينيين إلى أشلاء مقطعة جراء قصف إسرائيلي على مدرسة التابعين بمدينة غزة فجر السبت
– أهالي الضحايا تسلموا أشلاء أبنائهم في أكياس بلاستيكية وسط غياب إمكانيات إجراء فحوصات للتعرف على هوياتهم
– متحدث باسم الدفاع المدني بغزة: مشاهد الجثث الممزقة والمقطعة لم تغب عن عينيّ
لم تُبق الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة شيئا إلا وقضت عليه، بما في ذلك وداع العائلات لجثامين ذويها الذين قتلتهم تل أبيب وحولت جثثهم إلى أشلاء متناثرة يصعب التعرف عليها.
إذ لم يتمكن الفلسطينيون من استلام جثامين أبنائهم الذين قضوا في القصف الإسرائيلي على مدرسة التابعين في مدينة غزة بشكل كامل، بل تسلموها في أكياس تحتوي على أشلاء متناثرة تم جمعها.
وبحسب شهود عيان وُضعت في كل كيس أشلاء يقدر وزنها بنحو 60 كيلوغراما، ثم جرى تسليمها إلى العائلات المفجوعة دون التأكد من تطابقها، في مشهد مؤلم قل نظيره.
وقال الشهود إنه عندما يسأل ذوي المفقودين عن أبنائهم القتلى في “مجزرة التابعين، يُطلب منهم تحديد وزن الشخص المفقود، ثم يتم تسليمهم كيسا مليئا بالأشلاء الممزقة، بناء على الرقم الذي حددوه.
وفي غياب أي تأكيدات دقيقة، تجد العائلات نفسها مجبرة على قبول هذه الأكياس، التي تُمثل مشهدا قاسيا ومؤلما، حيث لا تتيح لهم فرصة لتوديع أحبتهم بشكل لائق.
جثث متفحمة
ويواجه الأهالي صعوبة بالغة في التعرف على ذويهم جراء تفحم الجثث وتقطع أوصالها، حيث يصبح من المستحيل التفريق بين الأشلاء بسبب الغموض والتشويه الذي أصابها.
وجراء قصف إسرائيل بصواريخها الحربية مدرسة “التابعين” أثناء صلاة الفجر، تحولت جثامين الفلسطينيين إلى أشلاء مقطعة، متناثرة هناك وهناك.
وتعقيبا على ذلك، كتب محمود بصل، متحدث الدفاع المدني (الحماية المدنية) في قطاع غزة، عبر منصة تلغرام: “حضرت إلى موقع المجزرة في اللحظة الأولى من القصف، وبكيت كثيرًا لدرجة أنني لم أستطع الوقوف على قدميّ”.
وأضاف أن “مشاهد الجثث الممزقة والمقطعة لم تغب عن عينيّ”.
وتابع: “لن أنسى تلك المرأة التي كانت تبحث في كومة الأشلاء، عسى أن تجد ما يدلها على ابنها، كما لا يمكنني نسيان صديقي الذي تم التعرف عليه بعد العثور على جثته بلا رأس”.
والسبت، قتلت إسرائيل 100 فلسطيني على الأقل وأصابت العشرات أثناء تأديتهم صلاة الفجر؛ إثر قصف جوي لهذه المدرسة بحي الدرج في مدينة غزة، التي لجأ إليها نازحون جراء عمليات عسكرية إسرائيلية.
وزعمت تل أبيب أنها استهدفت “مقر القيادة العسكري داخل مدرسة التابعين”، وقتلت 19 مقاتلا من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، بينما نفت الحركتان بشدة صحة هذا الادعاء، وفندت تلك المزاعم.
تفنيد رواية إسرائيل
وتعليقا على تلك المزاعم، قال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده، عبر منصة “إكس”، الأحد، إن قائمة الجيش الإسرائيلي بشأن المستهدفين المزعومين في مجزرة مدرسة التابعين بقطاع غزة تضم قتلى في هجمات سابقة ومدنيين معارضين لحركة حماس.
ومفندا رواية الجيش الإسرائيلي، أضاف عبده، أن من بين الأسماء يوجد 3 مدنيين مسنين “لا علاقة لهم بالعمل العسكري”، وهم: مدير مدرسة، ونائب رئيس بلدية، وأستاذ جامعي.
وباستهداف مدرسة “التابعين” ارتفع عدد المدارس التي تؤوي نازحين وقصفها الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة خلال الأيام الـ10 الماضية إلى 7، ما خلف أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حربا على غزة أسفرت عن نحو 132 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.