صوت البلد للأنباء –
لم تتوقف آلة الدعاية الإسرائيلية عن حملات التحريض المستمرة ضد المقاومة الفلسطينية، طيلة حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، في محاولة لإنهاء الحالة الثورية، وكسر إرادة الفلسطينيين، ودفعهم للاستسلام أمام الجرائم البشعة التي تطال المدنيين.
ومع كل وسيلة تحريضية، يفشل الاحتلال فشلا ذريعا أمام تمسك الفلسطينيين بأرضهم، ومساندتهم للمقاومين في دفاعهم عن وطنهم، وتصديهم لجرائم الاحتلال ومجازره المتصاعدة ضد البشر والحجر.
ولجأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، إلى أساليب جديدة لتحريض الفلسطينيين على المقاومة، وتعتمد هذه الأساليب على حاجة المواطنين ومعاناتهم في ظل الحصار المشدد المفروض، تزامنا مع الحرب المدمرة في قطاع غزة منذ 310 أيام.
وألقت طائرات الاحتلال المسيرة “الكواد كابتر” منشورات ورقية تحريضية، فوق خيام النازحين بمنطقة المواصي غرب مدينة خانيونس، مكتوب عليها: “بدكم دخان ولا قيادات”، ومرفق مع كل منشور كيس صغير يحتوي على سيجارتين من نوع “رويال”.
كما تضمنت منشورات الاحتلال التحريضية الجديدة صورة تستهزئ برئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، ومكتوب عليها: “التدخين خطير! ولكن حماس أخطر!”.
وذهب جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى هذا النوع من المنشورات بعد فشل منشورات سابقة عبارة عن مجلة باسم “الوقائع”، تتضمن معلومات تحريضية على قادة حماس والمقاومين، وتدعوهم للتعاون مع الاحتلال من أجل التخلص من حكم حركة حماس في قطاع غزة.
ما وسائل التحريض الخشنة؟
ولا تقتصر حملات التحريض الإسرائيلية على هذه المنشورات، إنما تعتمد في بعض الأحيان على الوسائل الخشنة، مثل التجويع المفروض في شمال غزة، إضافة إلى عمليات النزوح المتكررة التي تستهدف الفلسطينيين، وإيجاد حالة من عدم الاستقرار، لدفعهم للتذمر من الوضع الحالي والتمرد على السلطة الحاكمة.
وتتواصل التحذيرات من كارثة إنسانية تلقي بظلالها على مدينة غزة وشمال القطاع، بسبب تفاقم وانتشار الأوبئة والمجاعة، ومعاناة الأطفال من سوء التغذية، ما أدى إلى استشهاد عدد منهم.
وفي 7 حزيران/ يونيو الجاري، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” إن 9 من بين كل 10 أطفال في غزة يعانون من نقص خطير في الغذاء، وإن سوء التغذية يزيد من الخطر على الحياة في القطاع.
وأفادت في تقرير، بأن “الوضع في غزة يظهر أن الأسر غير قادرة على تلبية الاحتياجات الغذائية لأطفالها، ما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الأطفال”.
النزوح المتكرر
ويسعى جيش الاحتلال من خلال عمليات النزوح المتكررة في قطاع غزة، إلى زيادة معاناة الفلسطينيين والضغط عليهم للتخلي عن المقاومين، وهذا ما ظهر بشكل جلي في أوامر الإخلاء الجديدة، التي تشير إلى أن سبب النزوح هو عمليات المقاومة وإطلاق الصواريخ.
وكشفت تقارير للأمم المتحدة أن 9 من بين كل 10 أشخاص في قطاع غزة نزحوا مرة واحدة على الأقل، منذ بدء الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر، فيما وُصفت بأنها “دائرة لا تنتهي من الموت والتشريد”.
وأوامر الإخلاء لا تتوقف عند الهدف العسكري منها وتنفيذ توغلات برية جديدة لجيش الاحتلال، إنما تحاول مضاعفة معاناة الفلسطينيين من خلال نزوحهم المتكرر في فترات زمنية قصيرة، وإيصال قناعة لأهالي قطاع غزة بأنه لا يوجد منطقة آمنة، ما يزيد من الضغط النفسي عليهم.
وهذا ما صرّحت به وزارة الداخلية في قطاع غزة، بعد تكثيف جيش الاحتلال لأوامر إخلاء المنازل، مؤكدة أنه “لا يوجد مناطق آمنة في كافة القطاع”.
والنزوح خلال الحرب في غزة يعني اضطرار الكثير من الأهالي للنوم في العراء؛ لعدم وجود خيام تؤويهم،، إلى جانب نزوح البعض بعائلاتهم والملابس التي يلبسونها، بسبب فقدان كل احتياجاتهم وأغراضهم الأساسية في منازلهم التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي.