صوت البلد للأنباء –
ما الذي تنتظره الدول العربية والإسلامية بزعاماتها وحكوماتها وشعوبها لاسناد الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين تصب طائرات الاحتلال على رؤوسم آلاف الأطنان من البارود والصواريخ والقذائف؟
ما هي كمية الدماء الفلسطينية المطلوب اراقتها ليتحركوا، ولو من باب حفظ ماء وجوههم أمام الله، وشعوبهم؟!
ما هو عدد الأطفال الفلسطينين المطلوب ذبحهم، وأشلاء النساء والشباب والشيوخ الشهداء، التي تكفي لتحريك نخوة أمتهم، إن ظل فيها نخوة وكرامة؟
ألا تتحمل الدول العربية والاسلامية مسؤوليات عقائدية، وقومية، وأخلاقية، تجاه مقدساتها، وتجاه شعب عربي موحد بالله، مثلما يتحمل الغرب الفاسد كله اليوم، مسؤولياته الاجرامية تجاه الكيان الصهيوني الدموي، ويساندونه في إرهابه وإجرامه، ويمدونه بالمال والعتاد والسلاح، بكل وقاحة وصلافة؟
ألم يكن الصمت العربي والإسلامي المطبق على تحويل غزة إلى سجن جماعي كبير لسنين طوال، وصمتهم،على تنكيل الكيان الصهيوني بأهله، ومحاصرتهم، وتجويعهم، وقصف بيوتهم على رؤوسهم، سببا أساسيا في انفجار الغزيين بوجه الكيان الإرهابي البربري المجرم؟!. وكيف نجرؤ ان نسألهم لماذا انفجر طوفان غضبكم بوجه كل هذا الظلم الذي لم يتعرض له شعب في التاريخ، ونحن نتفرج عليهم، بل منا من تواطأ علناً وتآمر؟!
ألا يعتبر التخاذل العربي والإسلامي، والسكوت على كل المجازر والفظائع التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، وانتهاك مقدساتهم وتدنيسها، شراكة مع الاحتلال بشكل أو بآخر؟
ألا يعد عجز النظامين العربي والإسلامي، وتقصيرهما في إيجاد حل للقضية الفلسطينية، طيلة قرن من الاحتلال، سببا أساسيا في انفجار حاجز القهر الفلسطيني، وخروجهم عن طورهم؟
وكيف يقبل الفلسطيني الذي ما زال خاضعا تحت الاحتلال، هرولة دول عربية “شقيقة” لتوقيع معاهدات سلام مع الكيان الذي يحتل وطنه ومقدساتهم، وهو صاحب القضية التي ظلوا يعلقون وطنياتهم وعنترياتهم على شماعتها لعقود طويلة، لم تحل قضيته؟! وكيف يشفع الفلسطيني لأي عربي يقفز إلى حضن محتله من فوق ظهره، على حساب وطنه وقضيته؟
على النظامين العربي والاسلامي، أن يدركوا بأن مصير غزة بعد انجازها الاسطوري الذي أحيا آمال الشعوب العربية بالتحرير، ورفع سقف طموحاتها، سيحدد مصيرها، وأن “طوفان الأقصى” الذي ألهم الشعوب العربية، ستغمر تأثيراته الشوارع العربية بشكل محتوم، رهناً بمآلات الأمور في غزة!
فها هم الفلسطينيون ينوبون عنا، يذودون عن مقدساتنا، عن مسرى رسولنا، يقاومون بأظافرهم وأسنانهم وبنادقهم. وها نحن نستنسخ خذلان بني اسرائيل لموسى: (اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون). وليتنا قاعدين واكتفينا، بل منا من تخندق في الجهة المعادية!
ها هي المقاومة تلجم جميع سماسرة التطبيع وزبانيته، وتصفق باب الخيانة في وجوههم.
ها هي تسطر ملحمة أسطورية تاريخية، لم يسجلها التاريخ العربي والإسلامي المعاصر. وتذيقنا طعم النصر بعد غياب، وتعيد الأمل لنا، تعيد الحياة لنا من بعد عجز وقهر ويأس وممات.
وها رجال الفتح في القطاع الأشم، يمرغون أنف “الجيش الذي لا يقهر” في الوحل. يدوسون على جبين غطرسته ببساطيرهم. يجرعونه الكأس الذي جرّعنا أياه، ويحققون النصر المؤزر.
يا رجال الله في غزة المقاومة: لا تعوّلوا على أحد منا، ولا تنتظروا أحدا منا، فنحن شعوب ميتة محنطة، “تتحـرك دكـة غسـل الموتـى .. اما نحن فلا تهتز لنا قصبـة”!
يا أهلنا في غزة الصابرة: لا تنتظروا منا إغاثة، نحن من ينتظر منكم الغوث.. أغيثونااا !.