صوت البلد للأنباء –
شكّل رحيل المدرب المغربي الحسين عموتة عن منتخب الأردن لكرة القدم، مفاجأة من العيار الثقيل لكافة المتابعين، وبخاصة أنه جاء بعد أيام قليلة من إنجاز مهمة التأهل إلى الدور الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
وكان عموتة قد أثار الجدل قبل مواجهتي طاجيكستان والسعودية، في تصفيات كأس العالم، عندما كان يسرب لوسائل الإعلام المغربية أنه على وشك الرحيل عن منتخب النشامى لظروف خاصة تتعلق بالوضع الصحي لعائلته.
لكن الغريب أن عموتة عندما عاد من المغرب ليقود النشامى في مواجهتي طاجيكستان والسعودية، نفى كل ما نشرته المواقع والصحف المغربية وعزا ذلك إلى أسباب انتخابية تخص نادي الوداد
وأكد عموتة يومها في المؤتمر الصحفي لمواجهة طاجيكستان بأنه ملتزم بعقده مع منتخب الأردن، وقبلها بأيام ظهر في تسجيل صوتي لإحدى الإذاعات المغربية أكد فيها استمراره في منصبه، لكن يبدو أن المدرب كان يهدف من كل ذلك لاستقرار منتخب النشامى وحمايته من أي تشويش قبل خوض المواجهتين المصيريتين.
ونجح عموتة في قيادة النشامى للفوز في المباراتين على طاجيكستان 3-0 والسعودية 2-1، لتكفل له النقاط الستة تصدر المجموعة السابعة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026.
مصدر خاص أكد أن عموتة أنهى مسيرته مع منتخب النشامى قبل عطلة عيد الأضحى لكن الاتحاد الأردني أعلن الخبر بعد تأمين مدرب بديل وهو مواطنه جمال سلامي.
ومع رحيل عموتة، تبقى هناك مجموعة من الأسئلة العالقة في أذهان جماهير كرة القدم الأردنية، لماذا رحل عموتة رغم نجاحه الكبير مع النشامى؟ ولماذا تراجع عن كلامه بعد أن أكد أنه ملتزم بعقده،
وتاليا الأسباب في 4 نقاط رئيسة.
عروض مغرية
نجاح عموتة وبفترة زمنية قصيرة مع منتخب الأردن، كان من الطبيعي أن يجعله يتلقى عروضًا احترافية مغرية، وقد يكون متفقًا مع أحد الأندية العربية منذ مدة، ولكن تم إرجاء الأمر إلى أن ينهي علاقته مع الاتحاد الأردني بشكل رسمي.
وكل مدرب يبحث في النهاية عن مصلحته، وإن كان بعقده مع الاتحاد الأردني بند يتيح له الرحيل دون وجود أي شروط جزائية، فربما يكون اختار عرضًا مغريًا من الناحية المالية قد لا يتحصّل عليه فيما بعد.
الهروب من مهمة صعبة مع منتخب الأردن
يتمثل الإنجاز الفعلي الذي حققه عموتة لكرة القدم الأردنية، بقيادته منتخب الأردن لنيل وصافة كأس آسيا التي أقيمت في قطر وهو ما يتحقق لأول مرة بتاريخ الكرة الأردنية.
ولا تعد قيادة النشامى للدور الحاسم من تصفيات كأس العالم بالإنجاز المهم أو التاريخي، وبخاصة أن المنتخب سبق له الوصول للملحق العالمي من تصفيات كأس العالم 2014.
وقد يكون من أسباب تفضيل عموتة الرحيل في هذا الوقت عن منتخب النشامى، قناعته بأنه لن يكون بمقدوره تقديم المزيد من الإنجازات لكرة القدم الأردنية، خاصة أن تصفيات الدور الحاسم لكأس العالم تعد صعبة وتضم 18 منتخبًا هم نخبة القارة، ولعله خشي من الفشل، فارتأى التخلص من مهمة ثقيلة قادمة والرحيل بذكرى طيبة تتمثل بقيادة الأردن إلى قمة الإنجاز الآسيوي.
ضعف الدوري الأردني ودكة البدلاء
شكا عموتة طيلة الفترة الماضية من ضعف الدوري الأردني، وعدم قدرة الأندية على النهوض باللاعبين للمستويات التي يريدها. وطالما كان عموتة يتعرض لانتقادات كونه يعتمد على 15 لاعبًا فقط في كافة المباريات التي خاضها منتخب الأردن في كأس آسيا وتصفيات المونديال، بل وكان قليل التبديل في المواجهات الرسمية.
واتصف عموتة بالصراحة في الرد على تلك الانتقادات، حيث أشار في تصريحات سابقة إلى أن دكة البدلاء في المنتخب ضعيفة، لضعف الدوري الأردني.
وربما فكّر عموتة أنه لن يستطيع أن يقود النشامى في 10 مباريات حاسمة بتصفيات الدور الحاسم لكأس العالم بـ 15 لاعبًا قد يتعرضون للاستنزاف والإجهاد والإصابات، وبالتالي الإخفاق في إنجاز المهمة، مما دفعه لاختصار الطريق تجنبًا لأي فشل قد يطمس إنجازه الآسيوي مع النشامى.
وكان الاتحاد الأردني تعاقد مع عموتة لتحقيق هدف رئيس يتمثل بقيادة النشامى لكأس العالم لأول مرة بالتاريخ، مع العمل على أن يكون المنتخب ضمن الأربعة الكبار في آسيا، فحقق من ذلك هدفًا، واعتذر عن عدم مواصلة الطريق لتحقيق الهدف الأهم.
ضعف البنية التحتية
في كأس آسيا، أشاد عموتة بالبنية التحتية في قطر، وفيما يتعلق بالملاعب والتي كان سببًا رئيسًا في تسطير منتخب النشامى للإنجاز في هذا الحدث الآسيوي.
وطالما كان عموتة يؤكد في تصريحاته، أن تحقيق أي تطور ونهوض على صعيد كرة القدم في أي دولة، يجب أن يكون ضمن مشروع حقيقي.
وقد يكون عموتة قد فضّل الرحيل في خضم ذلك، وفي ضوء معاناة كرة القدم الأردنية من ضعف في البنية التحتية وضعف فني في المسابقات المحلية وقلة الدعم، مما يعرقل من طموحاته في الوصول بالنشامى إلى كأس العالم.