صوت البلد للأنباء –
لو أن ثمة دليلا على قدرة غذاء معين على تحسين الحياة الجنسية والفحولة والاستمتاع، فسينفد من قائمة مبيعات الأغذية.
ولكن إذا كان اتباع نظام غذائي متوازن وأسلوب حياة نشط والحفاظ على صحة نفسية جيدة كفيل بتحسين الحياة الجنسية، فهل ثمة أغذية بعينها تعتبر من المنشطات الجنسية الطبيعية؟
ويثير هرمون الإندورفين الشعور بالسعادة، ومن ثم فإن المكونات التي تفرز هذا الهرمون تعتبر من المنشطات الجنسية. وتتضمن تلك المكونات مواد مرتبطة بالرغبة الجنسية الصحية، أو مرتبطة ببساطة بتحقيق الثراء والنجاح. ولننظر إلى التاريخ والعلم القائم وراء النظريات لنرى ما إذا كان ثمة أغذية معينة قادرة حقا على تحسين الحياة الجنسية.
فهل يُجدي تناول المحار؟
يُحكى أن كازانوفا، أشهر العشاق في التاريخ، كان يتناول 50 محارة في وجبة الإفطار.
لكن للأسف لا يوجد دليل على علاقة المحار بزيادة الرغبة الجنسية، من أين إذًا جاء ذلك الربط؟
وتقول الأسطورة إن أفروديت، إلهة الحب عند الإغريق، وُلدت ونشأت في البحر، ولذا اعتُبرت المأكولات البحرية منشطات جنسية.
ومع ذلك، يفيض المحار بمادة الزنك، الأساسي في إنتاج هرمون التيسترون. وتقترح الأبحاث أن الزنك قد يكون قادرا على علاج العقم عند الرجال وتحسين حالة الحيوانات المنوية.
ومن مصادر الزنك الجيدة: الأسماك الصدفية، واللحوم الحمراء، وذوات البذور كاليقطين، والقنب، والسمسم، والجوز، واللوز، والبقوليات كالحمص، والفاصوليا، واللبن والجبن.
هل يمكن للشوكولاتة أن تجعلك عاشقا أفضل؟
يقول البعض إن تناول الشوكولاتة الداكنة يمكن أن يحاكي في أثره ذلك الأثر التي تحدثه البداية القوية للوقوع في الحب، وذلك لاحتواء الشوكولاتة على المادة الكيميائية للحب “فينيثيلامين”، التي يفرزها الجسم في الأشهر القليلة الأولى من العلاقة.
وبدورها تساعد مادة الفينيثيلامين في إفراز مادة الدوبامين في مركز الشعور بالسعادة في المخ.
ومع ذلك، فإن الشوكولاتة لا تحتوي سوى على قدر ضئيل من مادة الفينيثيلامين، وهناك شكوك فيما إذا كانت تظل نشطة بعد الأكل.
متى إذا بدأ الربط بين الشوكولاتة والجنس؟
كتب المستكشف الإسباني، هرنان كورتيس، في القرن السادس عشر، إلى الملك كارلوس الأول في إسبانيا، يقول إنه لاحظ أن شعب المايا في أمريكا الوسطى يشربون الشوكولاتة التي تزيد القدرة على المقاومة وتحارب الإجهاد”.
ولسوء الحظ أن الإسبان ربما أضفوا على الشوكولاتة فوائد طبية كما لم يفعل شعب المايا، وليسدليل دامغ يدعم أثر الشوكولاتة كمنشط جنسي.
ومن مصادر مادة التريبتوفان: السلمون والبيض والدجاج والسبانخ والبذور والجوز ومنتجات الصويا.
هل يشعل الفلفل الحار حياتك الجنسية؟
يحتوي الفلفل الحار على مادة الكابسيسين التي توصلت الدراسات إلى أنها تحفز إفراز هرمون الإندورفين.
كما يساعد الفلفل الحار على زيادة معدل التمثيل الغذائي (الأيض) ورفع درجة حرارة الجسم وزيادة معدل ضربات القلب التي تصاحب ممارسة الجنس. وربما يتعين غسل الأيدي بعد إعداده.
هل الكحول يحفز الجنس أم يعوقه؟
قد يساعد الكحول في زيادة الرغبة الجنسية لما يترتب على تناوله من تراجع على صعيد ضبط النفس، لكن كما يقول مكبث (شكسبير) عن الخمر: “إنها تستحضر الرغبة وتذهب بالأداء”.
وتقل الرغبة عند الرجال والنساء لدى تناول كميات كبيرة من الكحول، وبمرور الوقت يمكن أن تتراجع الرغبة الجنسية وفي بعض الحالات يؤدي الإفراط في تناول الخمر إلى العجز الجنسي. فضلا عن أن روائح الحانات لا تبعث على الإثارة.
يستحق الانتباه نهاية
توصلت الأبحاث إلى أن تناول أطعمة غنية بعناصر معينة من مركبات الفلافونويد (المستخلصة من النباتات) مرتبط بتراجع خطر الإصابة بضعف الانتصاب.
وكشفت الدراسة عن أن أحد مركبات الفلافونويد، الأنثوسيانين، موجود في ثمرة التوت. كما توجد مركبات فلافونويد أخرى في الموالح، والتي تقدم وقاية محتملة من الإصابة بضعف الانتصاب.
ويمكن لتناول كمية كبيرة من الفاكهة أن تؤدي إلى تراجع في معدل خطر الإصابة بضعف الانتصاب بنسبة 14 في المئة. ويمكن للجمع بين تناول أطعمة غنية بمركبات الفلافونويد وممارسة التمارين الرياضية أن يقلص خطر هذه الإصابة بنسبة 21 في المئة.
وتقترح بعض الأبحاث أن الأنظمة الغذائية المرتبطة بالبحر المتوسط يمكن أن تكون فعالة في الحيلولة دون الإصابة بضعف الانتصاب وفي الاحتفاظ بالنشاط الجنسي. وتتميز الأنظمة الغذائية المتوسطية بوفرة احتوائها على الحبوب، والفواكه، والخضروات، والبقوليات، والجوز، وزيت الزيتون.
ومن مصادر الأنثوسيانين: الكرز والتوت الأسود والكرانبيري (التوت البري)، وتوت العليق، وبعض الأعناب، والباذنجان والكرنب (الملفوف) الأحمر.
وتعتبر العديد من المنشطات أطعمة صحية، لكن يُنصَح بالابتعاد عن مستخرجات النباتات والمواد إذا هي افتقرت إلى بيانات آمنة، وبالابتعاد عن كل ما يزعم أنه يقدم معجزة علاجية.