صوت البلد للأنباء –
تحفل خزينة ألقاب ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا بلقب جديد، بعد الفوز أمام بوروسيا دورتموند بنتيجة (2-0)، في المباراة النهائية من البطولة القارية لموسم 2023-24، السبت، على ملعب ويمبلي بالعاصمة لندن.
يعد النادي الملكي أكثر الأندية نجاحًا في تاريخ دوري أبطال أوروبا، باسطًا سيطرته المطلقة على البطولة، حيث توج باللقب 15 مرة، منها خمس مرات متتالية من 1956 إلى 1960، في إنجاز فريد من نوعه.
في التقرير التالي نتحدث عن أسرار هذا النجاح الاستثنائي الذي لم يأتِ من عدم، بل كان نتاج عمل جاد وتخطيط دقيق على جميع المستويات وعوامل متعددة ومتنوعة أسهمت في تشكيل مسيرته البارزة في البطولة.
إدارة قوية
أحد أهم أسرار ألقاب ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا يكمن في إدارته القوية والاستراتيجية في التعامل مع الأمور وتسيير المواقف الصعبة.. النادي يمتلك تاريخًا طويلًا من الإدارة الحكيمة التي تعرف كيف تستثمر في اللاعبين والمدربين المناسبين.
يعتبر فلورنتينو بيريز الرئيس الحالي من أبرز الشخصيات في تاريخ النادي، حيث نجح في إعادة بناء الفريق من خلال سياسة “الجلاكتيكوس” التي تعتمد على ضم أفضل اللاعبين في العالم بمزيج من المواهب الصاعدة والمخضرمين، كما تمكن بحكمة كبيرة من تسيير فترة توقف النشاط الرياضي جراء انتشار فيروس كورونا “كوفيد 19″، ما جعل النادي يتفادى الأزمة المالية ويحافظ في الآن ذاته على نتائجه الإيجابية.
الاستقرار الفني
يعد الاستقرار الفني عنصرًا أساسيًا في نجاح أي فريق. ريال مدريد عرف الاستقرار الفني في فترات عديدة من تاريخه، مثل فترة المدرب ميغيل مونيوز في الستينيات. وفترة زين الدين زيدان في العقد الأخير، وحتى مع المدرب الحالي كارلو أنشيلوتي.
المدرب الفرنسي زيدان، تحديدًا، قاد الفريق لتحقيق ثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا بين 2016 و2018، وهو إنجاز غير مسبوق في العصر الحديث.
قوة الفريق
تكمن قوة الفريق في تشكيلته المتميزة التي تضم نخبة من أفضل اللاعبين في العالم، وعلى مر السنين ضم ريال مدريد أسماء لامعة مثل ألفريدو دي ستيفانو، وراوول غونزاليس، وزين الدين زيدان وروبيرتو كارلوس وكريستيانو رونالدو، وكريم بنزيما وجود بيلينغهام وآخرين.وينتظر ريال مدريد إبرام صفقة ضخمة أخرى تتمثل في استقدام الفرنسي كيليان مبابي، وكل هؤلاء اللاعبين بمواهبهم الفذة وشخصياتهم القيادية لعبوا أدوارًا حاسمة في تحقيق البطولات وصنعوا أمجاد النادي على مر التاريخ.
فالنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، على سبيل المثال، كان له دور كبير في تحقيق أربعة ألقاب لدوري أبطال أوروبا مع النادي بفضل أهدافه الحاسمة وأدائه الاستثنائي، خاصة أن الصراع مع الأرجنتيني ليونيل ميسي طور كثيرًا من قدراته.
العقلية الانتصارية
العقلية الانتصارية التي تسود النادي هي أحد أسرار ألقاب ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا ونجاحه الباهر في المسابقة القارية.
النادي الملكي معروف بروحه القتالية وعزيمته التي لا تلين في المباريات الحاسمة.. هذه العقلية تُزرع في اللاعبين منذ انضمامهم للنادي، مما يجعلهم يطمحون دائمًا للفوز وتقديم أفضل ما لديهم في المباريات الكبرى.
يظهر هذا الشغف والرغبة في الانتصار بوضوح في لحظات حاسمة مثل المباريات النهائية، حيث غالبًا ما يبرز الفريق بوجهه الحقيقي، كما حدث أمام بوروسيا دورتموند، إذ بالرغم من أن الفريق لم يظهر بشكل جيد في الشوط الأول، إلا أنه عاد في المرحلة الثانية وحسم الأمور لصالحه.
الإرث ودوره في ألقاب ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا
يملك ريال مدريد تاريخًا عريقًا يلعب بلا شك دورًا مهمًا في تحفيز اللاعبين والجماهير على حد سواء؛ إرث النادي في دوري أبطال أوروبا يُلهم اللاعبين لبذل أقصى جهدهم لمواصلة تحقيق النجاح، ويتجلى ذلك في القيم والمبادئ التي يحملها النادي والتي تترجم بأداء قوي ومستقر في البطولة.